يكثر الحديث دائما عن الرئيس الفرنسي ماكرون وخاصة عندما يكون الموضوع يخص الاسلام أو عن المسلمين.
في بداية الأمر خرج علينا الرئيس الفرنسي ماكرون معلقاً على الرسومات المسيئة للرسول محمد صل الله عليه وسلم واصفاً أيها بإنها حرية شخصية أو حرية التعبير عن الرأى ثم صرح منذ أيام بإن الإسلام دين يعيش أزمة اليوم في جميع أنحاء العالم ,
لاقي تصريح ماكرون إستنكار مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الذى وصف تصريحات ماكرون بإنها تنسف كل الجهود المشتركة للقضاء على العنصرية والتنمر ضد الاديان , كما صرح الرئيس التركى رداً على تصريحات ماكرون بأنها إساءة أدب وجهل. كما أستنكر المجمع العلمى لعلماء المسلمين تصريحات ماكرون ووصفه بأنه جاهل بتعاليم الاسلام.
وفي مشهد أخر أنصرف غاضباً ولم يعلق على الأمر عندما أستبدل مجاهدين ماليين ودفع أموال كثيرة من أجل عودة الرهينة أو الأسيرة موظفة الإغاثة الفرنسية ( أخر الرهائن أو الأسري الفرنسيين في العالم ) صوفى بترونان والتى كان في إنتظارها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأ أنها فور عودتها أعلنت بإنها أصبحت مسلمة وإسمها مريم وتخطط للعودة مجدداً إلى مالى مما أثار غضبه وأنصرف من دون تعليق على الأمر .
الواقعة الأخيرة هى واقعة مقتل مدرس التاريخ الفرنسي الذى قتل على يد شاب شيشانى بسبب عرض مدرس التاريخ الفرنسى لصور مسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام على تلاميذة في أحد الفصول معلقاً على الحادثة بإنها عمل إرهابى إسلامى ممنهج أو مدبر , الأ أن تصريح ماكرون وإستخدامه لمصطلح الإرهاب الإسلامى لاق إستنكار وغضب شيخ الأزهر أحمد الطيب مطالباً بتجريم أستخدامه لما قد يترتب عليه من إساءه للمؤمنين بالدين الإسلامى.
ليس هذا فحسب بل أن تصريحات ماكرون لاقت إستنكار الفرنسيين أنفسهم بل أن البعض تطرق إلى كل مرة تحدث في البلاد مشاكل إقتصادية وإجتماعية من بطاله وإفلاس يطل ماكرون بتصريحاته ملقياً اللوم على الإسلام.
في السطور التالية سنحاول التعرف على شخصية الرئيس ماكرون
إيمانويل ماكرون |
الرئيس الفرنسى ذو 43 عاماً من مواليد مدينة أميان الفرنسية عام 1977 وهو ثامن رؤساء الجمهورية الفرنسية الخامسة والذي جاء خلفاً للرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند.
كان إيمانويل ماكرون يعمل في أحد البنوك الفرنسية بنك روتشيلد في 2008 وقبلها بعامين أنضم للحزب الأشتراكى وحتى عام 2009 , أصبح ماكرون نائباً للامين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية , ثم أصبح وزيراً للأقتصاد والصناعة في فترة الرئيس أولاند .
في 2016 أسس إيمانويل ماكرون حزب سياسي وأسماه إلي الأمام , وفي شهر نوفمبر من نفس العام أعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية الفرنسية لعام 2017 وبالفعل نجح في الحصول على غالبية أصوات الناخبين وتولى منصبة كرئيس للجمهورية في مايو 2017 .
الرئيس الفرنسي متزوج منذ 2007 من معلمته مدرسة اللغة الفرنسية وتسمى (بريجيت ترونيو) وهى من مواليد 1953 أى تكبره ب 24 عاماً ولها ثلاث أولاد من زوجها السابق ويعيشون معاً.
قبل تولى إيمانويل ماكرون الرئاسة وعندما كان وزيراً للإقتصاد والمالية وتحديداً عام 2016 فتح تحقيقاً بسبب مساعدة ماكرون ومشاركته في تنظيم فاعلية لشركة هافاس وبلغت قيمتها أكثر من 380 ألف يورو وفتح التحقيق بسبب أن وزارة المالية والإقتصاد التى يرأسها ماكرون قد قامت بتلك الفاعلية و لم تقم بإصدار مناقصة عامة مخالفة بذلك
القانون الفرنسى الذى ينص على أن كل العقود التى تفوق مبلغ ال 25 ألف يورو يجب أن تكون ضمن المناقصة العامة وثبت أن الموظفين بوزارة ماكرون كانوا موظفين سابقين بشركة هافاس , وقد داهمت بالفعل شرطة مكافحة الفساد الفرنسية مقر شركة هافاس والوكالة الفرنسية للعمل وهى الوكالة المسئولة عن دفع المبالغ المالية لتنظيم الفاعلية والتى عين رئيسها ماكرون لاحقاً منصب وزيرة العمل.
وعرف ماكرون ببعض تصريحاته العنصرية علي الافارقة وكمية الأطفال التى ينجبوها , كما أنه رفض التعليق بشأن الأعتراف بدولة فلسطين.
بعد فترة وجيزة من توليه رئاسة الجمهورية الفرنسية وتحديداً في شهر أكتوبر صرح قائلاً بأنه ليس بابا نويل بعد رفضه إرسال مساعدات إلى مساعدات إضافية إلي مدينة لجويانا الذين خرجوا في مظاهرات وأعمال شغب مستنكرين التهميش لكونهم من المناطق البعيدة وإفتقارهم إلى الرعاية الصحية والإجتماعية.
ومؤخراً تتضائل شعبية إيمانويل ماكرون وأثار قانون العمل الذي أطلقه ماكرون غضباً واسعاً بين جموع الشعب الفرنسي مسببة في ظهور حركة ومظاهرات السترات الصفراء الذين طالبوا برحيله عن الحكم .
أما بالنسبة لديانة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فأنه يتبع اللاأدرية أو الأغنوستية وهى توجه فلسفى يؤمن بإن القيم الحقيقية للقضايا الدينية أو الغيبية غير محددة ولايمكن تحديدها وخاصة تلك المتعلقة بالقضايا الدينية كوجود إله أو لا , بإختصار الاغنوستية أو اللاأردية تعنى نفي وجود دينى أو بمعنى أدق تعنى الإلحاد ووفقاً لبعض الفلاسفة فقد عرفوا اللاأدرية بإنها تعليق للأيمان أى لا يؤمن ولا يكفر بالذات الالهيه.
طالع أيضا