أخر الاخبار

بوابة الجحيم الرومانية وما لغز هذا الكهف القاتل للأحياء


قبل حوالي ألفي عام ، كان يتوافد السياح القدماء إلي معبد يوناني روماني في هيرابوليس ، أي تركيا الحديثة ، علي قمة كهف كان يُزعم أنه بوابه إلي العالم السفلي "الآخر" .


كانوا يتجمدون لمشاهدة الحيوانات بأنواعها ، من الطيور إلي الثيران ، وهي تلقي حتفها عند مدخل الكهف ، الذي أطلق عليه إسم "بلوتونيوم" نسبة إلي بلوتو إله العالم السفلي ، الذي أُعتبر منصة "لملك الموت" ، وهي تأخذ حياة كل من يقترب منها ، عدا الكهنة المحصنين الذين جعلوا من الحيوانات تضحية للآلهة .


ووصف المؤلف الروماني والمؤرخ الطبيعي ، بلينيوس الأكبر هذه الظاهرة بأنها " شارون" ، والذي هو شخصية أسطورية نقلت أرواح الناس من نهر ستيكس وأتشيرون إلي أعماق العالم السفلي.  


»ما الذي أثار إهتمام العلماء وساهم بشكل كبير في تسليط الضوء علي هذا الكهف القديم ؟


من بين الآثار القديمة المختلفة التي تكتشف في عصرنا هذا ، وبالأخص إن موضوع موت الحيوانات علي مدخل الكهف وفي داخله ، من المفترض أنه قديم وإنتهي ، هذا الكهف وبحسب العديد من المصادر ما زال مميتاً .


بحسب أبحاث ودراسات وإكتشافات نشرها العديد من العلماء الذين حاولوا فك اللغز وأبرزها ما ورد في مجلة الآثار والأنثروبولوجيا في فبراير عام 2018 ، الطيور التي تمر بجانب بوابة الكهف تسقط ميتة .


وأكثر من هذا داخل الكهف وجد الباحثون العلماء العديد من الفئران والطيور الميتة ، إضافة إلي أكثر من سبعين خنفساء أيضاً لقيت حتفها بحسب ما ورد علي موقع CNN . 

بوابة الجحيم الرومانية

»حل لغز غموض بوابة الجحيم الرومانية ومدخل العالم السفلي علمياً :


بعد الكثير من البحث والدراسة وصل الجواب مسبب هذه الأبخرة التي أعتبرت مقدسة فيما مضي بسبب موت هذه الحيوانات بهذا الشكل هو ظاهرة جغرافية بحتة ، ظاهرة ذكرها وحاول تفسيرها بشكل أو بأخر قبل علماء عصرنا الحديث أحد علماء عصور ما قبل الميلاد وبداية عصر الميلاد وأحد أبرز جغرافيين العالم ، الجغرافي سترابو .


سترابو ذكر في كتاباته أن أي حيوان يمر داخل الكهف يلقي حتفه علي الفور الثيران تسقط وتلقي حتفها تلقائياً والطيور عندما ألقيت داخله أخذت آخر أنفاسها ولاقت حتفها فوراً ، وأيضاً أضاف سترابو حرفيا في معرض محاولته تفسير ما يجري ، أن الفضاء ملئ ببخار ضبابي كثيف ، لا يسمح للمرء برؤية الأرض .


- إذا الكهف مملوء بغاز سام يقضي علي الكائنات الحية بحسب إسترابو فهل كان محقاً ؟ 


نعم ، الجغرافي المخضرم سبق علماء عصرنا في تحليل الموضوع ، فالدراسات والأبحاث التي نشرت في مختلف المجلات والدوريات العلمية ، أثبتت أن الكهف أو المغارة أو المعبد أقيم فوق شق عميق تحت سطح الأرض ، هذا الشق يخرج منه كميات مركزة جداً من غاز ثاني أكسيد الكربون التركيزات العالية لهذا الغاز .


تراوحت التركيزات بحسب فريق البحث بقيادة عالم البراكين هاردي فانز بين 45 و 53 % عند مدخل الكهف و 91 % في داخله هي حتماً مميته للكائنات الحيه ، فالكائنات الحية بشكل عام والثديات بشكل خاص لا تحتمل تركيز أكثر من 5 % من هذا الغاز .


وبالتالي موت الحيوانات والطيور والثيران وغيرها أمر طبيعي نتيجة كثافة الغاز علي مدخل الكهف وداخله . 


»كيف إستطاع الكهنة النجاة إذاً رغم التركيز العالي لثاني أكسيد الكربون ؟


فقد سأل سترابو عن ذلك وحصر الأمر بين خيارين أما الكهنة فعلاً محصنين ولديهم إرتباط إلهي أو أنهم ببساطة كانوا يقومون بحبس أنفاسهم ، أما علماء العصر الحديث والدراسات الجديدة فقد أعطت تفسيراً أكثر منطقية ، الدراسات أشارت إلي أن غاز ثاني أكسيد الكربون أثقل من الأكسجين ، وبالتالي فأنه يستقر في الأسفل وبهذه الكثافة والتركيز فقد شكل ما يشبه البحيرة السامة .


لماذا الحيوانات وليس الكهنة ؟ فالطول يلعب دوراً هنا ، بحيرة الغاز السامه بحسب فانز و زملائه كانت بإرتفاع فتحات أنف الحيوانات لذلك إستنشقت الحيوانات الغاز السام مباشرة وماتت أما الكهنة فكانوا يقفون فوقه ولا يستنشقون غازها بشكل مباشر .


وبحسب ما ورد في المقابلة مع CNN فأن الكهنة كانوا يعلمون موضوع الغاز بل ويعرفون أن تركيز الغاز يتغير بتغير الوقت ، وبالتالي كانوا يحددون موعد تقديم الأضاحي بحسب هذا الأمر ليضمنوا نجاتهم وسلامتهم ، الكلام لعالم البراكين هاردي فانز ورغم التفسير العلمي لما جري ويجري إلي أن بوابه الجحيم الرومانية وكهفها القاتل بكل ما حمل في طياته من قصص وأساطير تبقي من المواقع الأثرية التي تروي لنا الكثير عن الأزمنة السابقة .


وأهل ذلك الزمان بما حمل من أكاذيب وخدع ومعتقدات زائفه حول بوابه الجحيم الرومانية أو الكهف القاتل الكهف الذي أعتبر منذ القدم مدخلاً إلي العالم السفلي .


بالطبع الكهف القاتل ليس المكان أو المعلم الوحيد الذي يملئه الغموض ، أماكن عديدة وأثارات تكتشف الواحدة تلو الأخري ما زال الغموض يحيط بها وواقع ما زال ينتظر من يفك ألغازه .


إقرأ أيضا  :


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -