أخر الاخبار

ماذا يحدث للإنسان بعد الموت و ما هو عالم البرزخ ؟!!

 


يقول الله تعالى : 


بسم الله الرحمن الرحيم


" قل يتوفاكم ملك الموت الذى وُكِّل بكم ثم إلى ربكم ترجعون " 

صدق الله العظيم .



عن أبى هريرة ( رضى الله عنه ) قال ، قال رسول الله ( صلّ الله عليه وسلم ) :

" إذا مات العبد إنقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو عمل ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " .


مما لا شك فيه أن كل إنسان خُلق على وجه الأرض سوف يموت فما هو الموت وماذا يحدث بعد الموت وكيف يموت الإنسان ؟! 


تعريف الموت :


الموت هو خروج الروح من جسد الإنسان بأمر من الله سبحانه وتعالى للملائكة الذين إختصهم بقبض الأرواح ، والموت لا يعنى فناء الإنسان فقد خلق الله الإنسان للديمومة والبقاء فالموت ما هو إلا مرحلة مؤقتة بين حياتين حياة الدنيا وحياة البقاء ( الآخرة ) .


لحظة الموت :


لحظة الموت هى لحظة حاسمة فى حياة الإنسان بعد أن إنتهى زمن تكليفه فإما أن يفلح إلى الأبد وإما أن يخيب وإلى الأبد أيضاً ، يتلقى ملك الموت عزرائيل ( عليه السلام ) الأمر من الله سبحانه وتعالى بقبض روح فلان بن فلان فى اليوم والساعة والدقيقة والثانية ، الموت بالنسبة للمؤمن يكون بشارة عظيمة بالجنة ويكون للكافر وغير المؤمن لحظة عذاب ومهانة


ما بين الموت و البرزخ ( القبر ) :


هذه لحظة حاسمة حيث لا ينفع الميت سوى عمله لا ينفع مال ولا منصب ولا ولد ، فيحدثنا الرسول ( صلّ الله عليه وسلم ) عن حال المؤمن وحال العاصى فى هذه اللحظات يقول 


ماذا يحدث للإنسان بعد الموت وماهو عالم البرزخ 


" إن العبد المؤمن إذا كان فى إنقطاع من الدنيا و إقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة و حنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة اخرجى إلى مغفرة من الله ورضوان ، قال : فتخرج تسيل كما تسيل القطرة فى في - أى فم - السقاء - أى بسهولة ورفق - فيأخذها - أى ملك الموت - فإذا أخذها لم يدعوها - أى لم يتركوها - فى يده طرفة عين حتى يأخذوها فى ذلك الكفن و فى ذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على سطح الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملإ من الملائكة إلا قالو : ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون : فلان بن فلان بأحسن أسمائة التى كانو يسمونه بها فى الدنيا حتى ينتهوا به إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التى تليها حتى ينتهى به إلى السماء السابعة فيقول الله تعالى : اكتبوا كتاب عبدى فى عليين و أعيدوه إلى الأرض فإنى منها خلقتهم وفيها أعيدهم و منها أخرجهم تارة أخرى ، قال : فتعاد روحة فى جسدة فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربُك ؟ فيقول : ربى الله ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : دينى الإسلام ، فيقولان له : من هذا الرجل الذى بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله ، فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت فينادى منادى من السماء أن  صدق عبدى فأفرشوة من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة ، قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، و يفسح له من قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول : أبشر بالذى يسرك هذا يومك الذى كنت توعد ، فيقول له : من أنت ؟ فوجهك الذى يأتى بالخير ، فيقول : أنا عملك الصالح ، فيقول العبد الميت : رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلى  ؛


وقال رسول الله ( صلّ الله عليه وسلم ) : و إن العبد الكافر إذا كان فى انقطاع من الآخرة وإقبال من الدنيا نزل إليه ملائكة من السماء سود الوجوه معهم المسوح ( أى الجلود الغليظة ) فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجئ ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجى إلى سخط من الله وغضب قال : فتفرق فى جسده فينزعها كما ينزع السفود ( اى حديده ذات شوك )  من الصوف المبلول ، فيأخذها ملك الموت ، فإذا أخذها لم يدعوها فى يده طرفة عين حتى يجعلوها فى المسوح فيخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة ؟ فيقولوا فلان بن فلان بأقبح أسمائة التى كان يسمى بها فى الدنيا حتى ينتهى به إلى السماء فيستفتح له فلا يفتح ، ثم قرأ رسول الله ( صلّ الله عليه وسلم ) :  " لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل فى سمّ الخياط " ، فيقول الله تعالى : إكتبوا كتابه فى سجين فى الأرض السفلى فتطرح روحه طرحاً ، ثم قرأ رسول الله ( صلّ الله عليه وسلم ) : " و من يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح فى مكان سحق " ، فتعاد روحه إلى جسده و يأتيه ملكان ويقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدرى ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدرى ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذى بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدرى ، فينادى منادى من السماء أن كذب عبدى فافرشوه من النار وافتحوا له باباً من النار  فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه القبر حتى تختلف فيه أضلاعة ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذى يسوؤك هذا يومك الذى كنت توعد ، فيقول : من أنت فوجهك القبيح يجئ بالشر ، يقول أنا عملك الخبيث ، فيقول : رب لا تقم الساعة " 


ماذا يجب أن نفعل عند دفن الميت ؟


علمنا رسول الله ( صلّ الله عليه وسلم ) بعض الأفعال والأقوال عند دفن الميت لتعود عليه بالخير فى قبره ويرحمه الله سبحانه وتعالى ، و أولى هذه الأفعال :


أن نقول عند وضع الميت فى قبره بسم الله وعلى سنة رسول الله ، و كذلك أن نلقن الميت الشهادة ( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ) فالميت يسمع فى ذلك الوقت ولكنه لا يستطيع الإجابة حتى ينصرف أهل الميت ويسمع قرع نعالهم يأتيه ملكان ( منكر ونكير ) يسألانه من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ 


عن أنس بن مالك ( رضى الله عنه ) قال ، قال رسول الله ( صلّ الله عليه وسلم ) : " إن العبد إذا وضع فى قبره وتولى عنه أصحابه حتى يسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له : ما كنت تقول فى هذا الرجل ؟ لمحمد ، فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعد من الجنة فيراهما جميعاً ، ويفسح له فى قبره سبعون ذراعاً ، ويملأ عليه خضراً إلى يوم يبعثون ، وأما الكافر أو المنافق فيقال له : ما كنت تقول فى هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدرى كنت أقول ما يقوله الناس ، فيقال له : لا دريت ولا تليت ، ثم يضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحه يسمعها من يليه إلا الثقلين ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعة " .


عالم البرزخ ( القبر ) :


عالم البرزخ إختص بعلمه القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، و من آيات القرآن والأحاديث النبوية نجد أن عذاب القبر واقع لا محال لكنه فى علم الله أى فى علم الغيب لا يستطيع الإنسان مهما أوتى من علم أن يعرف ما هو هذا العذاب وكيفيته ، فهذا العذاب يكون على روح الإنسان وليس جسده حتى لا يترك آثاراً مرئية للإنسان وتسقط عنه حكمة إختبار مدى الإيمان بالغيب ، فالإيمان بالغيب شرط للإيمان الصحيح  ، يتمثل هذا العذاب فى عذاب العرض على الله يوم القيامة والخوف من أنه من أهل الجنة أم أنه من أهل النار فهذا الإنتظار يمثل عذاب نفسي شديد  فالمؤمن يرى مقعده من الجنة بالغداة والعشى وكذلك العاصى يرى مقعده من النار بالغداة والعشى إلى أن تقوم الساعة ويعرض على الله سبحانة وتعالى ، مثل المتهم الذى حكم عليه بالإعدام بعد شهر مثلاً فإنه سيظل فى عذاب نفسي كل يوم إلى أن يتم تنفيذ حكم الإعدام عليه ، كما يتضاءل الشعور بالزمن عند الميت فى البرزخ أو يكاد ينعدم حتى يشعر الإنسان أنه لم يلبث فى الدنيا أو فى برزخة ( القبر ) سوى أيام قليلة جداً أو ساعات .


على من يقع عذاب القبر ؟!


كل من مات على غير دين الإسلام وشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله فهو كافر يعذب فى القبر أما العصاة من أمة سيدنا محمد - صلّ الله عليه وسلم - فيتفاوت العذاب فى القبر بقدر المعاصى وما إرتكبوه من ذنوب . 


أسباب عذاب القبر للمسلم :


١- ترك الصلاة :


الصلاة هى العبادة الوحيدة التى لم يجعل الله لها عذراً فإن لم يستطع أن يؤدها قائما فقاعداً إن لم يستطع بعينيه وإن لم يستطع فبقلبه فتاركها عمداً يعتبر كافر وينال غضب الله وبالتالى يعذب فى قبره .


٢- الغيبة والنميمة :


فالغيبة هى : أن يذكر الإنسان غيرة فى غيابة بما ليس فيه ، والنميمة هى : أن يذكر الإنسان عيوب غيرة فى غير وجوده وكلاهما منهى عنهم حيث شبه من يفعل ذلك كأنه يأكل لحم أخيه ني .


٣- عدم الإستتار من البول : 


أى عدم التطهر وغسل العضو بالماء بعد قضاء الحاجة .


٤- الصلاة بغير طهور وعدم الإنتصار للمظلوم 


٥- الغلول والأخذ من الغنيمة بغير القسمة أى السرقة


وغيرهم من الأسباب التى من شأنها ترك فريضة أو التكاسل عن أداءها والظلم والبغى وعدم نصرة المظلوم والزنا واللواط والميسر والربا والسرقة والغش والرشوة والكذب وشرب الخمر والقتل . 


لذلك كان يتعوذ رسول الله - صلّ الله عليه وسلم - دائماً من عذاب القبر فى كل وقت فى دبر الصلاة وفى الصباح والمساء وأمرنا نحن أيضاً بالتعوذ منه لعظمه وشدته اللهم اعفنا . 


ولكن القبر أو البرزخ ليس كله عذاب فالعذاب واقع على الكفار والعصاة حسب درجة معصيتهم وكمية ذنوبهم بل هناك فى القبر أيضاً نعيم ورفاهية وهو جزء من نعيم الجنة وذلك يكون للمؤمنين حق الإيمان بالله - سبحانه وتعالى - وهذا النعيم له مراتب ودرجات نذكر منها :


١- مقام الأنبياء والمرسلين 


٢- مقام الشهداء 


٣- مقام المؤمنين 


كيف ننجى أنفسنا من عذاب القبر ؟!


١- الإستقامة : بمعنى مراقبة الله فى كل عمل نقوم به 


٢- الرباط فى سبيل الله : الدفاع عن الدين والوطن


٣- الشهيد فى سبيل الله 


٤- شهادة أن لا اله إلا الله وكثرة قولها فى الليل والنهار 


٥- الموت ليلة الجمعة أو يوم الجمعة


٦- سورة الملك ( تبارك ) والمداومة على تلاوتها كل ليلة


بعض الأعمال الصالحة التى يمتد ثوابها فى القبر وتستمر الملائكة فى الإستغفار للميت :


• العلم : فالعلم لا يموت بموت صاحبه بل يُعمل به وتقرأ كتبه وينتفع به الناس فلا ينقطع ثوابه 


• الصدقة : وأنواعها كثيرة 


• الولد الصالح : فدعاء الولد الصالح لوالديه هو ما ينفعهم فى قبرهم 



كذلك هناك أفعال يفعلها أهل الميت ويصل ثوابها له فى قبره مثل :


• الدعاء والإستغفار للميت

• الحج والعمرة عن الميت

• الصدقة عن الميت



اقرأ أيضاً :





تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -