أخر الاخبار

دولة إسلامية بها أعلى عدد متحولين جنسيا بتشجيع من الدولة


دولة إسلامية ولكن بها أعلى عدد متحولين جنسيا والدولة تشجعهم وتتحمل نفقة عمليات التحول فهى تحتل المركز الثاني عالميا بعد تايلاند في إجراء تلك العمليات ، ما هى هذه الدولة ؟ كيف بدأت ومتى؟ وما قصة أول شخص خضع لتلك العملية؟

دولة إسلامية بها أكبر عدد من المتحولين جنسيا
من ذكور لإناث ومن إناث لذكور


مريم مولكارا: أول متحولة إيرانية بفتوى الخميني


قبل قيام الثورة الإيرانية في عام 1979 كان المجتمع الإيراني لا يعرف كثيرا عن مرض إضطراب الهوية الجنسية وكانت القوانين تجرم إجراء عمليات التحول الجنسي.


في تلك الأثناء ومع بدايات الثورة وعودة الخميني إلى إيران من منفاه شعر «فريدون» بأنه قد آن الأوان لأن يجد حلا لمأساته فهو رجل ذكر لكنه يشعر أنه إمرأة ويرغب في التحول الجنسي فإتخذ خطوة وصفها البعض في وقتها بالشجاعة ورأى آخرون أنها جنون سيقوده إلى السجن.


فريدون كان يريد فتوى شرعية من رجل دين، وفقا لكلام والده المنشور في إحدى المجلات القديمة وقد رأى أن الخميني هو المرجع الديني الوحيد القادر على إصدار تلك الفتوى، سواء قبل أو بعد الثورة الإيرانية وعلى إثر ذلك بعث رسالة إلى الخميني يشرح فيها رغبته في التحول جنسيا ويطلب منه إصدار فتوى تسمح له بإجراء تلك العملية.


مضت عدة أشهر ولم يتلق فريدون أي رد فقرر أن يذهب بنفسه إلى مقر إقامة الخميني، وهناك تلقى سيلا من الإهانات والضرب من حرس الإمام لكنه لم يستسلم حتى سمح له بمقابلة المرشد الأعلى للثورة والسلطة الدينية الأعلى في البلاد.


في أعقاب ذلك اللقاء الذي لم تتوافر أي معلومات عن تفاصيل ما دار فيه أصدر الخميني فتوى شرعية فحواها أنه " إذا أراد أحد تغيير جنسه الحالي لأنه يشعر أنه عالق داخل جسد غير جسده يحق له التخلص من هذا الجسد والتحول إلى جنس آخر " معللا تلك الفتوى بأنه لا يوجد نص قرآني يحرم تلك العمليات.


أخيرا إستطاع فريدون إجراء العملية في تايلاند إذ لم يكن إجراؤها متاحا في إيران في ذلك الحين وتحول إلى «السيدة مريم مولكارا» أو الأم الروحية للمتحولين جنسيا في إيران كما كانت تحب أن يناديها الآخرون وعاشت مولكارا حياة محظوظة إلى حد ما إذ دعمتها عائلتها في قرارها فتزوجت وكرست كل وقتها لمساعدة المتحولين جنسيا.

مريم مولكارا أول متحولة جنسيا إيرانية


فتوى الخميني حولت إيران إلى جنة للمتحولين جنسياً في العالم !


بعد مرور أكثر من 22 عاماً على إصدار فتوى شرعية تجيز تحويل الجنس للرجل والمرأة يبدو أن العاصمة الإيرانية صارت أقل رفضا لهذه الفئة حتى كادت تتحول إلى جنة لهم فبعد أن كانت عقوبة تحويل الجنس بحسب نظام الحكم الإسلامي في طهران تصل إلى الموت صارت الحكومة الإيرانية تحث المخنثين جنسيا على تحويل جنسهم حتى يتمكنوا من العيش بسلام حتى لا يعاملوا معاملة الشواذ اللذين يتعرضون لعقوبات قد تصل إلى الإعدام .


رغم أن إيران تحظر العلاقات الجنسية المثلية في إيران، إلا أنها تسمح بعمليات تغيير الجنس فالمئات من الرجال خضعوا لجراحة من أجل تغيير نمط حياتهم وتشير الأرقام إلى أن عدد عمليات تغيير الجنس في إيران أكثر من أي دولة أخرى في العالم بإستثناء تايلاند فقد أصبحت عمليات تغيير الجنس قانونية في إيران منذ أن أصدر الخميني الزعيم الروحي للثورة الإسلامية فتوى دينية تسمح بذلك منذ 25 عام حتى أن الحكومة الإيرانية تقدم ما يصل إلى نصف التكلفة للراغبين في الحصول على المساعدة المالية من أجل عمليات تغيير الجنس.


ويدعي الدكتور مير جلالي الطبيب الجراح المتخصص في جراحة تغيير الجنس بأنه أجرى أكثر من 450 عملية في السنوات الـ 12 الماضية.


بمرور السنوات أصبح التحول الجنسي في إيران مألوفا إلى حد ما ودعمت الحكومة ذلك وصارت تتحمل نصف تكاليف العملية وتوفر مركزا لتأهيل المتحولين جنسيا وإعادة إدماجهم في المجتمع وإنهاء أوراقهم الرسمية بسهولة لكن الواقع لم يكن بتلك البساطة.


ووفقا لموقع «محتا» (صوت الإيرانيين المتحوليين جنسيا) ، يواجه المجتمع الإيراني صعوبة في تقبل المتحولين جنسيا لكن الأمر أفضل مما كان عليه في أي وقت سابق خاصة لمن يتحولون من أنثى إلى ذكر فثقافة المجتمع الإيراني تشبه مجتمعات الشرق الأوسط التي تعتبر أن الرجل «ﻻ يعيبه شيء» أما بالنسبة إلى المتحولين من ذكر إلى أنثى فالأمر لا يزال معقدا إذ يواجهون رفض المجتمع الذي يرى الأنثى في مرتبة «أدنى».


فالمجتمع الإيراني كباقي مجتمعات المنطقة يرى الرجل أعلى مرتبة من المرأة وبالتالي يعتبر التحول إلى رجل أمر مقبول إلى حد ما ففي نهاية المطاف سيظل رجلا «لا يعيبه شيء» على عكس من يتحولون إلى نساء فذلك أمر معيب وينظر إليهم بسخرية شديدة أو بإعتبارهم من «الشواذ» لذلك تصبح فرصهم في الحصول على وظائف نادرة فيلجؤون إلى العمل في الدعارة لتدبير نفقات حياتهم ولا يوجد أي دعم لهم من جانب الحكومة أو ذويهم.


في عام 2007 وفي أثناء إستضافة جامعة كولومبيا الأمريكية للرئيس الإيراني حينها محمود أحمدي نجاد سأله أحدهم عن كيفية تعامل النظام الإيراني مع المثلية الجنسية ؟ فكان رده: «ليس في إيران مثلية مثل بلادكم».


المثلية إزدادت إنتشارا في إيران في الآونة الأخيرة لكن المثليين يعيشون في قلق ورعب دائم خوفا من تعرضهم للإعتقال في أي لحظة، ووفقا للمادة 110 من قانون العقوبات الإيراني يعاقب المثليون الرجال المتورطون في علاقة جنسية كاملة بالإعدام أما النساء فيعاقبن بالجلد مئة جلدة دون أن يذكر القانون سببا واضحا لتلك التفرقة.


يستخدم النظام الإيراني عمليات التحول الجنسي لقمع المثليين ويصل الأمر إلى حد تخييرهم بين الإعتقال ثم الإعدام أو الخضوع لعمليات تحويل الجنس، وفي هذا يقول مؤسس منظمة المثليين الإيرانيين بكندا «أرشام بارسي» إن بعض المثليين لم يجد حلا سوى الخضوع للعملية ثم الندم لاحقا فقد أثرت العملية على صحتهم الجسدية والنفسية لأنهم في الأساس ليسوا من مضطربي الهوية الجنسية.


يبقى الوضع ملتبسا في إيران التي تحكمها تقاليد الشريعة، فالخطوط الحمراء قاطعة، وفي الوقت الذي قد يرى فيه البعض أن الجمهورية الإسلامية تعد جنة للمتحولين جنسيا، يعتبرها آخرون «جهنم المثليين».


إقرا إيضا :



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -