الشيء المميز لأفراد تلك القبيلة هو بياض البشرة وشعرهم الأشقر وعيونهم الزرقاء فتظن أنهم روس أو أوروبيين بل أجمل منهم بكثير فهم يؤكدون أنهم من نسل الإسكندر المقدوني الذي غزا تلك المنطقة في القرن الرابع قبل الميلاد، أي قبل نحو2300 عام.
يعيش في جبال هندوكوش في باكستان حوالي 6000 شخص مختلفين تماما عن باقي الشعب الباكستاني في شكلهم وطريقة تفكيرهم، يشبهون الأوروبيين في لون بشرتهم وعيونهم الزرقاء وهو أمر غير معهود لدى الشعب الباكستاني، يعتقد البعض أنهم من نسل جيش الإسكندر المقدونى ولكن أصولهم الحقيقية لا تزال غامضة إلى يومنا هذا وفشلت المصادر التاريخية فى تحديد أصولهم .
قبائل الكيلاش الباكستانية |
والغريب أنهم يعيشون في المنطقة الواقعة بالقرب من معقل حركة طالبان الباكستانية، فهذا أشبه بالمعجزة أو الأسطورة.
يعتقد أن أفراد قبائل الكيلاش القاطنة في المرتفعات الجليدية الشمالية من باكستان بأنهم من نسل الإسكندر المقدوني الكبير أو أنهم أحفاد جنود جيش الإسكندر الذين ضلوا طريقهم في مرتفعات سلسلة جبال هندوكش في العصور السابقة لكن رجحت التحاليل الجينية الجديدة التي أجريت في المنطقة أن شعب الكيلاش قد يكون في الحقيقة من السكان الأصليين للمنطقة .
ويتميز الكيلاشيون بتقاليد وثقافة فريدة من نوعها في عين الإعتبار فهم عرقية لا تتشابه مع مجموعة العرقيات المحيطة بها لا من الناحية الجينية ولا من الناحية الدينية ولا الثقافية مع أنهم مختلفون تماماً عن باقي سكان باكستان في طريقة تفكيرهم وأشكالهم التي تتشابه مع الأوروبيين في لون بشرتهم وشعرهم الأشقر وعيونهم الخضراء والزرقاء والسوداء والرمادية والبنية.
وللطبيعة دور هام للغاية في حياتهم اليومية ومعتقداتهم الروحية، وتعتبر تقلبات الجو وفصول السنة جزءً من تقاليدهم وطقوسهم الدينية إذ إنهم يقدمون التضحيات لهذه المواسم من خلال المهرجانات والأعياد الدينية التي يقيمونها بمناسبة قدوم المواسم الجديدة تلو الأخرى.
الكيلاش موزعون بين ثلاثة وديان تقع بين سلسلة جبال هندوكش الجليدية بشمال باكستان والتي تبقى منقطعة عن العالم قرابة نصف العام وهي وديان «رامبور» و«بمبوريت» و«برير» بينما يعتبر وادي «برير» الأكثر ثقافياً من بين الوديان الثلاثة، ويحتفظ الوادي ببعض معالم الحضارة اليونانية القديمة مما يشير إلى علاقة عرقية الكيلاش بالإسكندر المقدوني أو بأفراد جيشه من حيث النسب.
لكن حضارتهم الحالية هي عبارة عن مزيج من الثقافة الإسلامية والهندوسية والفارسية وبعض جوانبها مختلطة بثقافة سكان جمهوريات آسيا الوسطى لوقوع المنطقة جغرافياً في موقع يتوسط الحضارات المذكورة ، ومع وجود معالم واضحة لثقافة اليونان القديمة في منطقة وديان كيلاش الثلاث فقد أشارت بعض الدراسات التي أجراها العلماء الأوروبيون لبعض المعالم الأثرية المتمثلة في المنحوتات الصخرية والخشبية وبعض الكلمات المندمجة في لغتهم «خوار» إلى وجود علاقة بينهم وبين الإسكندر المقدوني إلا أن الدراسات الجينية لم تثبت علاقتهم حتى الآن باليونان.
وقد إعتقد بعض العلماء أنهم ينحدرون من الشرق الأوسط أو من أوروبا الشرقية أو من القوقاز، ولكن هذه الدراسات أيضاً لم تأت بنتائج واضحة ولا يزال الرأي مستقراً أنهم من السكان الأصليين للمنطقة لعدم تطابق جيناتهم مع سكان العالم بما فيها مناطق آسيا نفسها.
تحتفظ المرأة الكيلاشية بكامل حقها فى إختيار الزوج أو إستبداله بزوج آخر متى ما شاءت خلال حياتها ولمرات غير محددة، بحيث يقوم الزوج الجديد بدفع ضعفي المهر الذي دفعه الزوج الأول لوالد المرأة ليحتفظ الوالد بنصف المبلغ وأن يعيد نصفه للزوج الأول لتصفية حساباته معه، بينما لا يملك الزوج الأول حق الإحتجاج أو الإعتراض مادامت الزوجة ودعته وهو تصرف أشبه بالطلاق ، ولا يقيم الكيلاش مناسبة خاصة بالزفاف ويتم الزواج بمجرد هروب المرأة إلى بيت الزوج الذي تختاره ليقوم الزوج في اليوم التالي بالتفاوض مع والدها ليتم تحديد المبلغ الذي يمكن وصفه بالمهر ليدفع إلى والد العروس الهاربة إلى بيت زوجها.
هذا ولا يعيش الكيلاش مثل بقية العرقيات المحافظة المحيطة بها، إذ لا يمنع الكيلاش الإختلاط بين الرجال والنساء ولكنهم يعيشون وفقاً لحدود إجتماعية تمنع الفساد الإجتماعي فهم يتزوجون ويقضون حياة زوجية مع شركاء حياتهم كالآخرين مع أن المرأة تحتفظ دوماً بحق إستبدال زوجها، وعلى الرغم من وجود هذا الخيار لدى المرأة فإن معظم نساء الكيلاش لا يغيرون أزواجهن بعد الإنجاب لحرصهن على مستقبل أولادهن .
لا يتجاوز عدد أفراد قبائل الكيلاش الثلاث عن 6000 فرد، وهم ليسوا مسلمين، ويعتمدون على تناول الكحول المستخلصة محلياً من الفواكه لمواجهة البرد القارس والبيئة الجليدية، وإلى جانب ذلك فإن غذاءهم يعتمد على الفواكه المجففة والمكسرات والعسل والسمن البلدي واللحوم إلى جانب القمح والذرة والدخن، وليست لديهم وجبات متنوعة كما أن لديهم نظرة مختلفة تماماً للحياة مقارنة ببقية سكان باكستان، وتشتهر لديهم رقصات تشبه الفلكلور اليوناني القديم فبشكل عام فإن الكيلاش شعب فقير يعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية بشكل أساسي لينضم إليها عامل السياحة التي لا تعتبر أساس إقتصادهم نظراً إلى أن المنطقة تبقى منقطعة عن العالم لقرابة نصف السنة لإنسداد الطرق المؤدية إليها بسبب تراكم الجليد.
الكلاش شعب فقير جدا، معظمهم من المزارعين يصنعون منازلهم من الخشب ولكن قاعدتها متينة من الحجر وحياتهم قاسية وصعبة جدا خاصة مع تفشي مرض الكوليرا في هذه المنطقة النائية.
ومن حيث اللباس فإن لباس الرجال لا يختلف عن اللباس الباكستاني المعروف السروال والقميص تضاف إليه قبعة مزودة بريشة من أعلاها، بينما يختلف لباس نساء الكيلاش كلياً عن اللباس المعروف في المنطقة بأسرها.
قبائل الكيلاش أغرب قبائل باكستان |
تعرف وديان كيلاش الثلاثة أيضاً بإسم كافرستان والتي تعني باللغة المحلية (بلاد الكفار) وذلك نسبة إلى ديانتهم التي يصنفها الخبراء في باكستان من صنف الديانات الوثنية مع أنها لا تتشابه مع مجموعة الديانات المعروفة في منطقة القارة الهندية، فالكيلاش يؤمنون بآلهة لا يمكن رؤيتها ولكنها تتواجد بينهم عند بداية أو نهاية كل موسم، ويتم تقديم التضحيات إليها من المواشي والمأكولات وتقدم لها الرقصات حسب فصول السنة إضافة إلى الرقصات الشعبية، والكيلاش لا يعبدون الأصنام ولا الأشجار ولا النار ولا أي شيء مرئي أو مجسم وهذا ما دفع أعداد كبيرة منهم للدخول فى الإسلام وقد قبلت أعداد كبيرة من الكيلاش الإسلام خلال السنوات الأخيرة وذلك بسبب إختلاطهم مع العرقيات والثقافات المحلية الأخرى المحيطة بها مع تجدد وسائل النقل وفتح طريق بري إلى مناطقهم مع إنتشار الهواتف المحمولة ووسائل الإعلام المسموعة والمطبوعة والمرئية.
بينما لا يزال الكيلاش يسكنون في منازل يتم بناؤها على الطراز القديم من الأخشاب والحجارة يتم تقسيمها إلى غرفة للضيوف وأخرى تلجأ إليها العائلة للنوم وتكون هذه الغرفة مزودة بمدفئة تعمل بالخشب ذات مدخنة يعلو منها الدخان خلال فصل الشتاء.
يتحدث الكيلاش لغة تعرف بإسم «خوار» أو «درتك» وهي لغة تضم مجموعة من كلمات اللغات الهندية والفارسية مع عائلة كبيرة من كلمات اللغات الأوروبية القديمة، وتعرف لغة هذه العرقية أيضاً بلغة الكيلاش نسبة إلى عرقيتهم، وهي لغة مهددة بالإنقراض لتداخل كلمات لغات الأوردو والبشتو المحلية إلى جانب اللغة الإنجليزية إليها بسرعة فائقة مع أن الإحصائيات تشير إلى أن عدد المتحدثين باللغة المذكورة لا يتجاوز في الوقت الحاضر 5000 شخص خصوصاً بعد إنتشار التعليم في منطقة كيلاش.
يشتهر الكيلاش بتنظيم المهرجانات الموسمية وهي ثلاثة مهرجانات أساسية تعتبر جزءاً من تقاليدهم وطقوسهم الدينية وهي مهرجان «شلنجوشت» ويعقد في أواخر شهر مايو من كل عام وهو مهرجان الإحتفال بيوم الحليب يتم فيه إراقة الحليب الذي يتم جمعه خلال عشرة أيام قبل يوم المهرجان وذلك من أجل إستمرار الحليب طيلة العام حسب إعتقادهم ، ومهرجان «أتشاو» ويعقد في فصل الخريف إحتفالاً بقدوم الشتاء ، والمهرجان الأكثر أهمية هو مهرجان «كلش» ويقعد بين تواريخ 7-22 ديسمبر من كل عام وهو الإحتفال بإنتهاء موسم الحصاد ويضم هذا المهرجان الكثير من الرقص والموسيقى والتضحية من الماعز وترقص فيه النساء في شكل مجموعة دائرية مترابطة أصبحت شعاراً ثابتاً لمقاطعة «شترال» بأكملها ويتدفق لمشاهدة هذا المهرجان المئات من السياح سنوياً ويقدم فيه الكيلاش كميات كبيرة من الطعام إلى مقابر السلف لتأكلها الحيوانات فيما بعد ، ومهرجان «كميس» ويعقد في منتصف الشتاء يتم فيه تقسيم الرجال إلى فئتين فئة جيدة وأخرى وقحة، ويتم خلاله إصطياد ثعلب من الغابة ومن ثم تركه بعد لفه حول النار وتتبعه لتحديد إتجاه البركة أو الرزق حسب طقوسهم الدينية ، وهناك مجموعة أخرى من المهرجانات الصغيرة مثل مهرجان «الملك الراعي» يتم فيه إرسال صبي دون سن المراهقة إلى الجبال للعيش مع الماعز خلال فصل الصيف وعند عودته يتم السماح له بإختيار الفتاة التي يتمنى أن تكون زوجة له حتى وإن كانت زوجة لرجل آخر وفي هذا الحال تفقد الفتاة التي يختارها حق إستبداله بزوج آخر لمدى الحياة بإعتباره ملك الماعز.
وتختلف مراسم دفن موتى تلك القبيلة عن بقية الشعوب إذ تشيع الجثامين بالرقص والفرح بدل الحزن والبكاء وتعتبر مقابر الكيلاش إحدى أغرب المقابر على وجه الأرض إذ يتم ترك جثمان الميت في صندوق خشبي مغلق أشبه بالتابوت في الهواء الطلق وسط المقبرة، وإن كانت أنثى يتم تزيينها مثل العروس تماماً من الملابس الجميلة والأساور والمجوهرات الثمينة بينما تضطر عائلة الميت إلى بيع نصف ممتلكاتها أو كلها من الثروة الحيوانية لإتمام مراسم تشييع الميت على الطريقة الكيلاشية والتي تستمر لنحو 7 أيام يتم خلالها إطعام القادمين على العزاء وتجهز لهم وجبات خاصة لا تعد إلا في مناسبات العزاء ومعظمها تتألف من اللحوم والمكسرات والفواكه تنضم إليها مراسم الرقصات الشعبية يصاحبها غناء حزين وتستمر النياحة على جثمان الميت لمدة ثلاثة أيام متتالية ليتم وضع الميت في التابوت أو الصندوق الخشبي في نهاية اليوم الثالث.
والحياة الصحية بالنسبة ل «الكيلاش» جيدة بسبب البيئة والمأكولات البلدية النقية والسير لمسافات طويلة على الأقدام وتسلق الجبال يومياً، وتتجاوز أعمار العديد منهم 100 عام أو أكثر .
إقرأ أيضا :
- أغرب المهرجانات والإحتفالات التي تقام حول العالم
- أغرب وأقبح عادات الزواج والنكاح فى أفريقيا والعالم
- قبيلة ساتيري ماوي وأغرب إختبارات إثبات الرجولة
- أغرب عادات الترحيب بسن البلوغ
- أغرب عادات الزواج، زواج الأرواح والأشباح
- قبيلة إطالة الجمجمة
- أغرب وأبشع العادات والتقاليد
- الشاوار أكثر القبائل وحشية وغرابة
- الهوانزا أكثر الشعوب المعمرة
- شعب الماساى يشربون الدم بالحليب
- ربط القدمين أغرب العادات وأكثرها بشاعة
- أغرب عادات وتقاليد العالم سد الأنف
- أغرب طرق السلام والتحية في العالم
- أغرب العادات والتقاليد الجنسية
- قبيلة تكرم الموتى بتناول جثثهم
- أغرب العادات والتقاليد في الهند
- قبيلة توراجا أغرب العادات في العالم
- مدينة الرقص علي جثث الموتي