أخر الاخبار

إيزيس وأوزوريس اسطورة الحب

  

إيزيس وأوزوريس أسطورة الحب الفرعوني القديمة التي كانت قبل قصص قيس وليلي ، و روميو وجوليت بأكثر من ألف عام ، ذلك الحب الأسطوري المضحى الذي جعل من إيزيس وأوزوريس آلهة عند المصريين القدماء محبوبين هم وابنهم حورس ، وجعلت الإله ست مكروه لفعله الشر ومحاولة قتل أخيه . 


قصة إيزيس وأوزوريس :   


تبدأ القصة بأوزوريس الحاكم العادل حاكم مصر التي ينتشر فيها الخير والسلام وهو منحدر من أصل الآلهة الأولي "رع" أو "اتوم" أبويه ألهة الأرض والسماء "جب ونوت " وزوجته وأخته بنفس الوقت إيزيس الجميلة ولم يكن لديهم طفل بعد . 


أخوه ست و زوجته أيضاً أختهم الرابعة نيفتيس ، وست إله الفوضي والشر والذي يكن لأخيه حقد بسبب حقه في الملك ولأنه ركله في يوم ما وبعض القصص تقول بأنه خانه مع زوجته نيفتيس ، 


إيزيس وأوزوريس حكموا مصر بالعدل والرحمة وكان الخير ينم أرجاء مصر ومناطقها الإثنين والأربعين . 


إيزيس و أوزوريس أسطورة الحب عند قدماء المصريين

أما ست يخطط لقتل أخيه حتي يغتصب العرش ولم يذكر المصريين كيف قتله حقاً بسبب اعتقادهم بقوه الكتابة وأنها تستطيع الحدوث مرة اخري ، ولكن الأغلب هو أنه وضعه في تابوت علي مقاسه فقط بعد ما أعطي له الخمر ليسكر وألقاه في النهر ليغرق وبدون وريث استطاع ست المطالبة بالعرش الفرعوني وحكم حكماً مظلماً تعم فيه الفوضي والشر وإنهيار المملكة.


- الحب والعشق :


إيزيس من حبها لم ترضي للموت بنهاية لقصة حبهم فأخذت تبحث عن جثة زوجها الغريق وهي ترثي له وتندب حبها الوحيد ، لتجده بالنهاية في مدينة جبيل ودفعته المياه الي هناك . ولكن بطريقة ما تتبعها ست ولم يتركها وخطف منها الجثة  وقطعها الي 42 قطعة ونثرها في مناطق مصر كلها ، فلم تيأس وأصرت علي جمع اجزاء جسد زوجها المتوفي وطلبت مساعده الاله "تحوت" إله السحر والشفاء ، والاله "انوبيس" إله التحنيط ، فتمكنوا من احياء أوزوريس لفترة وجيزة فقط ونفخت فيه إيزيس الروح ومن ثم حملت منه ابنا وهو حورس القوي ، وودعت زوجها مؤقتا ليحكم هو في "دوات" مملكة الموتي . وتعمل هي علي الحفاظ علي إبنها وحيدهم من بطش ست حتي يتمكن من المطالبة بالعرش حين يكبر . 


- تربية حورس :


بدأت إيزيس في تربية حورس ورغم محاولات ست بالتخلص منه لأنه يعلم بأن ذلك الولد خطير علي مطالبته بالعرش ، فأرسل له العقارب والثعابين ولكن إيزيس الأم المثالية كانت تحمي ابنها وتستخدم نصوص السحر لشفائه من أي خطر وترضعه كثيراً حتي يقوي ويستطيع محاربة ست ، وكان لها ما أرادت فكبر حورس وأخذ بالمطالبة بعرش أبيه . 


- العنف المتبادل :


هذه المطالبة اتسمت بالعنف بين الطرفين وكانت تقام أمام "التاسوع المقدس" وهو مجلس الآلهة الكبيرة التي تحكم في الخلاف ويظهر بها رئيس المجمع وحورس وست وإيزيس لمساعدة ابنها وتحوت الذي يحاول فض النزاع . 


الصراع بين الالهين يكون بطرق كثيرة مثل المصارعة والقوارب النهرية علي صور فرس النهر ويستمر لمده ثمانين عام بمساعدة من اتباع الطرفين خاصة إيزيس أم حورس وتتشابك الأحداث والنزاعات والتي تحتوي علي إيذاء جنسي أيضا من ست لحورس ولكن حورس يرد الصاع صاعين ، فكان هو المنتصر في أغلب الصراعات . 


نهاية الصراع يتمثل في سرقة حورس لخصيتي ست ولكن ست سرق عين حورس والتي تتمثل في فكرة الخسوف القمري في العقيدة المصرية ، ولكن الأمر ينتهي بالأخير برجوع الأعضاء المسروقة.  

 

النهاية :


بالأخير ينتصر حورس ويأخذ حقه الشرعي في الملك وينفي ست ليكون ملكاً علي الأرض الجرداء وكعقاب له يحمل ست جسد أوزوريس الي قبره ثم يقيم الإبن المحفل الجنائزي ويقدم القرابين وتكون منها عينه الضائعة ، ليتم بذلك اعادة ايحاء كاملة لأوزوريس ويكون إله الموتي ومختص بالايحاء والموت المتمثلة في الخريف والربيع ، وحورس هو إله الاحياء بتأييد من أبوه وأمه ، وترجع إيزيس وأوزوريس لبعضهم لينتصر الحب والخير علي الشر والفوضي  . 



- أصل أسطورة إيزيس وأوزوريس :



بعد تعرفنا علي القصة سنعرف الآن من أين جاءت وكيف وصلت لنا ؟!

 

أسطورة إيزيس وأوزوريس  بدأنا رؤيتها مع نصوص الأهرام وهي أقدم نصوص فرعونية دينية وهي موجودة داخل الأهرامات لحماية الفرعون ومساعدته في الآخرة وفي الانبعاث مرة اخري ، وعمرها يتعدي الألفي عام قبل الميلاد أي أن القصة قديمة جداً ومن أولي أساطير الحب في العالم ، ولكن من المرجح أنها كانت معروفة لدي الشعب المصري قبل كتابتها بكثير كقصص منفصلة ، اي لم تجمع القصة كواحدة وتحتوي علي كل تلك الشخصيات سوي في نصوص الأهرامات .  


وهذه الأسطورة الرائعة جاءت من وحي ثقافة المصريين وملاحظتهم للطبيعية في طريقة موت النبات واعادة احياؤه فجاءت من هنا فكرة موت واحياء الاله ، كذلك إيمانهم بدور الأعمال الطبية وفكرة المحاسبة ودور الزوجة والأم  ، فالمصريين تمتعوا بعين ثاقبة للطبيعة مكنتهم من بناء هذه الحضارة العريقة . 



موضوعات ذات صلة :



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -