النبى يوشع بن نون عليه السلام
من هو يوشع بن نون ؟
ذكر يوشع بن نون في القرآن الكريم مرة واحدة عندما وردت قصة نبينا موسي عليه السلام مع سيدنا الخضر ولم يذكر صراحة بإسمه فهو الفتي الذي كان يرافق نبي الله موسي عليه السلام حيث قال الله تعالي : ( وإذ قال موسي لفتاه ) ، ويوشع بن نون هو نبي من الأنبياء الذين بعثهم الله تعالي في بني إسرائيل وهو يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن خليل بن إبراهيم عليه السلام ، وقيل بأنه ابن أخت موسي عليه السلام .
موت موسي عليه السلام وبعثة يوشع ، هل أعطي موسي العهد ليوشع بن نون بتدبير أمر بني إسرائيل بعده ؟
كان يوشع بن نون من الرجال الإثني عشر الذين جعلهم موسي عليه السلام نقباء في أرض كنعان ، وهو من الذين قاموا بتشجيع بني إسرائيل علي دخولهم أرض كنعان كما ورد في كتاب الله تعالي حيث قال الله تعالي ( قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غلبون وعلي الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) .
وكان موسي عليه السلام قد اتخذ يوشع بن نون خادماً وتلميذاً له ، كما كان قد عهد إليه موسي عليه السلام بأن يقسم الأرض بين أسباط بني إسرائيل بعد وفاته ، وقد أمر الله تعالي موسي بأن يعطي العهد ليوشع بن نون ليقوم بتدبير أمور بني إسرائيل من بعده ، وكان كتاب يوشع أول كتب الأنبياء بعد كتاب موسي عليه السلام ، ولما توفي موسي عليه السلام كان يوشع بن نون نبياً من بعده في بني إسرائيل .
• فتح مدينة الجبارين
علي يد من فتحت مدينة الجبارين ؟
بعدما ابعث الله يوشع بن نون في بني إسرائيل أمره بأن يذهب إلي مدينة الجبارين فاتحاً لها وهي أريحا ، وقد وقع خلاف بين المفسرين حول الشخص الذي قام بفتح مدينة الجبارين فقالا بن عباس وقتادة والسدي وعكرمة بأن موسي وهارون عليهما السلام توفاهما الله تعالي في التيه كما توفي فيه كل شخص دخله ممن بلغوا عشرين عاماً باستثناء يوشع بن نون وكالب بن يوفنا ، ولما بلغ يوشع الأربعين عاماً أمره الله تعالي بأن يذهب إليها ليفتحها وقد فعل .
وقال ابن إسحاق بأن موسي عليه السلام خرج من التِّيه وذهب إلي مدينة الجبارين بصحبة يوشع بن نون وفتحها وأورد قصة بلعم بن باعور الذي كان يعرف اسم الله الأعظم ، وجاء إليه قومه من مدينة الجبارين وطلبوا منه بأن يدعو علي موسي عليه السلام فبعدما امتنع عن ذلك أصروا عليه بقولهم بأن موسي يريد قتلهم وإخراجهم من ديارهم ، فلا زالوا يعيدون عليه الأمر حتي اقتنع بذلك وحاول الدعاء إلا أن الله تعالي منعه فلم يستطع الدعاء ثم بدأ يدبر الحيل والمكر للإيقاع ببني إسرائيل .
وسبب مكره بهم أمورًا عديدة لبني إسرائيل حتي طلب موسي إلي يوشع بن نون بأن يدخل مدينة الجبارين ويقتلهم فدخلها وقتل بعضهم وبقي بعضهم وكان النهار قد أوشك علي الإنتهاء بغياب شمسه ، فخشي يوشع بأن يحول الليل بينه وبين القضاء عليهم فدعا الله تعالي أن يحبس عليهم الشمس فاستجاب له الله تعالي ، حتي قضي عليهم ودخلها نبي الله موسي عليه السلام وأقام بها حتي مات ولا علم لأحد من الخلق بمكان قبره.
وقيل بأنه اجتمع بعض ملوك الشام لقتال يوشع بن نون لكنه قاتلهم حتي هزمهم وقيل بأن الملوك فروا إلي غار ليختبئوا به فلحق بهم وقام بقتلهم وصلبهم وأصبح ملكاً علي الشام كلها .
• فتح بيت المقدس
في أي يوم فتح يوشع بن نون بيت المقدس ؟
لما قصد يوشع بن نون بيت المقدس كان برفقه بني إسرائيل فقطعوا نهر الأردن وانتهوا إلي أريحا ، وفتحوا خلال ذلك بيت المقدس والذي كان محصناً بسور وكان فيه العديد من القصور ، كما كان يسكنها الكثير من الناس ، فأحاطوا بها وحاصروها لمده ستة أشهر وبعدها صاحوا في الأبواق وكبروا فسقط السور الذي يحيط بها ودخلوها ، فأخذوا منها الغنائم وقتلوا 12 ألفاً منهم ، وانتهي حصاره لهم يوم الجمعة بعد العصر وكان وقت غروب الشمس قريباً فيدخل عليهم ويوم السبت الذين كان فيه شريعة لهم فدعا الله تعالي أن يحبس له الشمس حتي يتمكن من فتح البلاد .
• حبس الشمس
في أي فتوحات يوشع بن نون حبست له الشمس ؟
لم يكن الخلاف بين المفسرين في أن حبس الشمس كان ليوشع بن نون وإنما كان خلافهم أن حبس الشمس كان في فتح بيت المقدس أم في فتح مدينة الجبارين وهي أريحا كما جاء في القصص التي سبقت ، وقد رجح ابن كثير أن حادثة حبس الشمس كانت في فتح بيت المقدس لحديث النبي صلي الله عليه وسلم فقد روي عنه ابو هريرة إنه قال : "أن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع بن نون ليالي سار إلي بيت المقدس " .
ضريح ومقام النبى يوشع بن نون
مقام وضريح النبى يوشع بن نون |
يقع مقام وضريح يوشع بن نون فى مدينة السلط فى الأردن ، وهو عبارة عن مسجد حديث فيه قبر يُنسب للنبى يوشع بن نون فتى موسي .
يقع الضريح على بعد ٢٥ كيلومتر إلى الغرب من مدينة عمان على القرب من مدينة السلط فى الأردن بمساحة ١٤٠٠ متر مربع ، وطوله أكثر من ٦ متر مغطى بقماش باللون الأخضر ، يطل على الأغوار وجبال الضفة الغربية ومدينة القدس ، و يعود بناء هذا الضريح إلى عهد الدولة العثمانية .
اقرأ أيضاً :