أخر الاخبار

ما هي مغارة الدم ؟ وما قصتها ؟!


قصة مغارة الدم 

ربطت الروايات التاريخية عبر العصور بين مغارة الدم وقصة أول جريمة في التاريخ ألا وهي قصة ( مقتل هابيل علي يد أخيه الأكبر قابيل ) ، وهما ولدا آدم عليه السلام ، ولم يأت هذا الربط بعد الإسلام بل كان ملازماً للمغارة من عصور سابقة له ، فقد كانت في السابق معبداً وثنياً ثم تحولت إلي كنيسة إلي أن دخل الإسلام دمشق فأصبح للمغارة مكانة دينية كبيرة لدي المسلمين مرتبطة بما ورد في القرآن الكريم من قصة أبني آدم عليه السلام .  

مختصر الرواية 

قابيل وهابيل أرادا أن يقدما لربهما قرباناً ليتقربا منه ، فتقبل الله تعالي من هابيل ولم يتقبل من قابيل الذي أغاظه تقبل ربه من أخيه ، و وسوس الشيطان له قتل أخيه والخلاص منه ففعل ذلك ثم هام بجثة أخيه فترة من الزمن لا يعلم ما يفعل معها حتي أرسل له الله غرابين قتل أحداهما الآخر ودفنه فقام بدفن أخيه علي نفس الشاكلة ، هذه القصة كما وردت في القرآن فى سورة المائدة 

بسم الله الرحمن الرحيم
۞وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱبۡنَيۡ ءَادَمَ بِٱلۡحَقِّ إِذۡ قَرَّبَا قُرۡبَانٗا فَتُقُبِّلَ مِنۡ أَحَدِهِمَا وَلَمۡ يُتَقَبَّلۡ مِنَ ٱلۡأٓخَرِ قَالَ لَأَقۡتُلَنَّكَۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ (٢٧)  لَئِنۢ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ (٢٨)  إِنِّيٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلنَّارِۚ وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّٰلِمِينَ (٢٩)  فَطَوَّعَتۡ لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ (٣٠) صدق الله العظيم ، المائدة ( ٢٧: ٣٠ ) .  


أما الروايات التي أرتبطت بهذه القصة فهي أن مكان القتل كان علي سفح جبل قاسيون بدمشق ، فعندما تمت الجريمة سال دم هابيل علي صخر الجبل فشربت الأرض هذا الدم فلعنها آدم فحرم الله علي الأرض أن تشرب دماً بعد هذا الدم ، ثم فتح الجبل فمه من هول الحادثة ويقال فتح الجبل فمه ليبتلع القاتل ، وبكي الجبل حزناً علي هابيل ، وسار القاتل بجثة أخية أياماً حتي أرسل الله له الغرابين فتعلم منهما الدفن وقام بدفن أخيه علي سفح جبل في منطقة الزبداني حيث كان ، وقبره هناك معروف ويزار .  


وقيل أن أربعين نبياً لجؤوا إلي مغارة الدم هرباً من ظلم أحد الملوك وما أن داهمهم الخطر في المغارة حتي شق الله الجبل ويسر لهم طريق الخروج من الطرف الأخر فخرجوا تاركين من خلفهم روائح المسك والعنبر التي بقيت في الصخر .  


وقيل أنه في يوم من الأيام كاد أن يسقط سقف مغارة الدم  علي أحد الأنبياء فقام جبريل بوضع كفه علي سقف المغارة فمنعه من السقوط ، وبقي أثر كفه في سقف المغارة . 

مغارة الدم 

• سبب تسمية المغارة بهذا الإسم 

قيل أن سبب تسمية المغارة بهذا الإسم " مغارة الدم " هو أن الله سبحانه وتعالي أبقي أثر الدم في الصخر ليكون عبرة للعالمين ، ويسمي المكان أيضاً " مقام الأربعين أو مغارة الأربعين " وقيل أن سبب التسمية هو أن يحي بن زكريا أقام هو وأمه فيها أربعين عاماً ، وأن الحواريين الذين أتوها مع النبي عيسي بن مريم كانوا أربعين ، وقد أنشئ ضمن المسجد المحدث هناك أربعون محراباً .     


• وصف مغارة الدم / مقام الأربعين في الروايات التاريخية 
أورد هنا ما ذكره بعض الرحالة ممن زاروا دمشق في القرون الماضية وذكروا مشاهدتهم لمغارة الدم .  

- أبو حامد الغرناطي 

يصف المكان في زيارته لدمشق عام 1160 م تقريباً فيقول ( ولما دخلت دمشق رأيت عند باب يعرف " بباب الفراديس " جبلاً مشرفاً عالياً ، وعليه آثار دم هابيل بن آدم عليه السلام ظاهراً ، وهو دم كثير لا يخفي علي من يراه أنه دم ) . 

- إبن جبير الأندلسي حوالي عام 1183م 

وبجبل قاسيون أيضاً لجهة الغرب ، علي مقدار ميل أو أزيد من المولد المبارك ، مغارة تعرف " بمغارة الدم " ، لأن فوقها في الجبل دم هابيل قتيل أخيه قابيل ابني النبي آدم عليه السلام ، يتصل من نحو نصفا الجبل إلي المغارة ، وقد أبقي الله منه في الجبال آثاراً حمراً في الحجارة تحك فتستحيل ، وهي كالطريق في الجبل ، وتنقطع عند المغارة ، وليس يوجد في النصف الأعلي من المغارة آثار تشبهها ، فكان يقال : إنها لون حجارة الجبل ، وإنما هي من الموضع الذي جر منه القاتل أخيه حيث قتله حتي إنتهي إلي المغارة ، وهي من آيات الله تعالي ، وعليها مسجد قد أتقن بناؤه ، وتصعد إليه علي أدراج . 

- الرحال إبن بطوطة المغربي خلال زيارته لدمشق عام 1324 م  

"مغارة الدم " وفوقها بالجبل دم هابيل إبن آدم عليه السلام ، وقد أبقي الله منه في الحجارة أثراً محمراً ، وهو الموضع الذي قتله أخوه به واجتره إلي المغارة وعليها مسجد متقن البناء يصعد إليه علي درج . 

-إبن طولون المتوفي عام 1532 م  

وأما " مغارة الدم " التي في أعلي الجبل فتشمل علي مكان لطيف شريف ، عليه الهيبة والوقار ، والدعاء عنده مستجاب وتسمي الآن " بمغارة الأربعين " .


اقرأ أيضاً :


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -