أخر الاخبار

مدينة الرقص على الجثث أغرب مدن العالم


مدينة الرقص على الجثث 


مدينة فاراناسي هي أحد أشهر المدن الهندية التي تتمتع بقدسية خاصة تمنحها شهرة كبيرة بين أتباع الهندوسية ، مدينة فاراناسي مدينة هندية مقدسة يقصدها الناس للموت !


 تعتبر مدينة فاراناسي الهندية واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم منذ ما يقرب من ألف عام قبل الميلاد ، إضافة إلى كونها مدينة مقدسة لدى الهندوس ، يقصدونها للتخلص من خطاياهم والموت فيها.


كما أن الموت في فاراناسي ليس مجرد عبور هادئ للروح من عالم إلى آخر ، لأن الموت في تلك المدينة مرتبط بتقاليد إجتماعية صاخبة.


أين تقع مدينة فاراناسي ؟


تقع المدينة المقدسة على ضفاف نهر “الغانج” في ولاية “أوتار براديش” شمال الهند.


ويعود تاريخها إلى آلاف السنين منذ عصر الحضارة السومرية ، لكن المدينة إلى يومنا هذا لا تزال تعيش بمعزل عن التطور المرتبط بأي مدينة في القرن الحادي والعشرين ، والسبب هو أنها تعتبر المدينة الروحية للديانة الهندوسية.


إذ كرَّست فاراناسي نفسها لأن تكون “مدينة الموت”، فالموت فيها يعتبر فناً يدعو إلى الإحتفال ، وتقليداً للعبور من جانب لآخر ، لدرجة جعلت شوارعها تمتلئ بالأشخاص الذين يمارسون تقاليد متعلقة بالموت.


وسبب شهرة هذه المدينة بين أتباع الديانة الهندوسية كوجهة للموت ، هو إيمانهم بأن إحراق جثثهم فيها سيحرر أرواحهم ، ويجعلها جزءاً من الروح الإلهية الخالدة في النعيم.


تبدأ رحلة تحرُّر الروح تلك على عتبات الدرج الذي يقود إلى نهر “الغانج”، حيث توجد عشرات المحارق التي تُستعمل في الجنازات ، و يتم حرق الجثة هناك أمام جموع من المشاهدين الذين يرقصون و يغنون فرحا بذاك الحدث


السبب التاريخي وراء قدسية مدينة فاراناسي !


يؤمن الهندوس بأن مدينة فاراناسي هي المدينة الأكثر قدسية على وجه الأرض ، إذ يعتقدون أن أمراء باندافا الخمسة ، وهم أبطال المعركة التي روتها أسطورة الماهاباتا القديمة ، سافروا إلى فاراناسي بعد إنتصارهم في حرب طاحنة ضد أولاد عمومتهم؛ من أجل التطهر من خطايا الحرب.

مدينة فاراناسي الهندية 

لذلك يقْدم الهندوس على السفر إلى هذه المدينة منذ قرون بحثاً عن التحرر من الخطايا.


وقد ورد في النصوص الهندوسية المقدسة أن من يموت على أراضي هذه المدينة وتُحرق جثته على ضفاف نهر “الغانج” المقدس ، يحقق الخلاص ويتحرر من دورة الميلاد والموت.


رقص الباحثين عن التحرر من الخطايا أمام من تُحرق جثثهم !

مدينة الرقص على الجثث 

على الرغم من أن نهر “الغانج” واحدٌ من أكثر الأنهار تلوثاً في آسيا ، فإنه لا يزال يمثل النقاء والطهارة للهندوس الذين يأتون إليه من مختلف مدن الهند للتحرر من الخطايا ، إذ يعتقدون أن ماء النهر ، الذي عكَّرته الفضلات الصناعية والبشرية حتى صار رمادياً ، يغسل خطايا المذنبين ، حتى من إقترفوا أحط أنواع الآثام والخطايا والذنوب .


حيث يستحمون بمياهه ويغتسلون وينثرون رماد موتاهم فيه ، مايجعل تفوح منه رائحة الدخان وأجساد الموتى المحترقين ، و بالنسبة للمتدينين من أتباع الديانة الهندوسية ، فالمدينة هي المكان الأمثل لمفارقة الحياة ، ويعيش أغلب سكانها على لحوم جثث البشر ، ويشربون الماء من الجماجم البشرية ، ويعتقدون أن هذه الطقوس تمنحهم القوة والطاقة.




تقام مراسم حرق الجثث في المحرقة على السُّلم المؤدي إلى النهر ، على مدار اليوم ، فبعد لف الجثة في ثوب ، ورشها بمساحيق وزيوت مختلفة الألوان والروائح ، يتم حرقها بإستخدام الخشب ، ورميها في النهر بعد تحولها إلى رماد بعد حوالي 5 ساعات من بدأ عملية الحرق وذلك كي تنعم الروح بالسلام الأبدي حسب معتقدات الهندوسية وتبدأ رحلة تحرر الروح تلك على عتبات الدرج الذي يقود إلى نهر "غانغ" في طقس غنائي ، حيث توجد المحارق التي تستعمل في الجنازات .


لذلك فإن أكثر ما يثير الإستغراب هو رؤية النساء والأطفال والرجال يبدأون في الرقص والإستحمام ، بالوقت ذاته الذي يتم فيه حرق الجثث على أعتاب الدرج الذي يقود إلى نهر “الغانغ”، في طقس غنائي.


فليس من الغريب رؤية مجموعة من المراهقين وهم يلتقطون صورة “سيلفي” أمام بقايا جثة تحترق ، أو سماع نساء يغنين وهن يغسلن الملابس على أعتاب الأدراج على ضفة نهر “الغانغ”.


الأكثر غرابة هو وجود عدة فنادق خاصة للأشخاص الذين على “فراش الموت”، مثل فندق “كاشي لاب موكتي بافان”، الذي لا يقبل سوى النزلاء الذين من المتوقع أن يوافوا منيتهم في فترة لا تتجاوز الـ 15 يوماً، ما يعني أن الفندق يوفر أسرّة للموت ليكون الميت قريب من محل الحرق متمنيا أن ينال شرف حرقه و ينال بذلك الخلود.



إقرأ أيضا  :


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -