أخر الاخبار

صناديق ميرلين الغامضة


في عالمنا المتحضر اليوم والمليئ بالتكنولوجيا الحديثة والرفاهية التي وفرت علي البشر الكثير من الأمور إلا أن الإنسان مازال يبحث في الماضي خاصة في الأشياء والحوادث الغامضة والتي يصعب تفسيرها رغم ما وصلنا إليه من علم وتطور ، وقصتنا اليوم عن إحدي هذه الغرائب التي مازال الناس يشككون فيها من جهة أو يؤمنون بها من جهة أخري ، صناديق ميرلين الغامضة..


»القصر المهجور :


في عام 1960 وفي إحدي ضواحي مدينة لندن كانت مجموعة من العمال تقوم بأعمال الهدم لأحد القصور القديمة المهجورة وذلك من أجل بناء مجمع سكني جديد مكان القصر القديم الذي كان ميتماً للأطفال تم وهبه لدار الأيتام من قبل رجل يدعي توماس ثيودور ميرلين خلال الأربعينات من القرن الماضي.


خلال عملية الهدم نزل العمال إلي الطابق السفلي من المنزل أي القبو لتفقد المكان قبل بدء العمل فيه وصدفة عثروا علي باب سري محكم الإغلاق ، خلف أحد الجدران ولا يمكن كشفه إلا صدفة مثل ما حدث مع هؤلاء العمال ، وبعد جهد تم فتح الباب ليتفاجأ العمال بمجموعة كبيرة من الصناديق المغلقة .


بعد فتح العمال الصناديق تفاجؤوا بأشياء غريبة وعجيبة في الصناديق والجرار ، كانت مليئة بجثث محنطة لكائنات غريبة لا تشبه البشر وهياكل عظمية مثبتة في ألواح لكنها ليست بشرية أو لحيوانات ، ومخطوطات غريبة وقلوب وأعضاء بشرية محنطة وأجسام تشبه الجنيات المحنطة وقطع أثرية من أصل غير معروف وكائنات مشرحة ومحفوظة والكثير من التحف والغرائب التي لم يشاهدوها في حياتهم كلها ، حوالي 5000 عينة كانت محفوظة في صناديق داخل قبو القصر القديم.


لمعرفة حقيقة الموضوع لابد من العودة لصاحب القصر السيد توماس ثيودور ميرلين فمن هو وما هي قصته ؟ 

صناديق ميرلين الغامضة

»توماس ثيودور ميرلين :


ولد عام 1782 ، توفيت والدته أثناء ولادته وتربي علي يد والده إدوارد الذي كان جنرال في الجيش ، وبعد تقاعده مارس هوايته المفضلة وهي الترحال وجمع التحف والغرائب كما كان مولعاً أيضاً بالتاريخ ، وقد إستثمر أمواله في شركات مربحة لتمويل رحلاته حول العالم بحثاً عن القطع الأثرية الغريبة والأنواع الحية الفريدة ، وقد إصطحب معه إبنه توماس في الكثير من الرحلات حول العالم والذي شارك أباه نفس الشغف.


بعد وفاة والده أصبح توماس وحيداً لكنه أصبح شغوفاً بجمع التحف النادرة والغريبة مثل والده ، وكان مولعاً بجمع الأشياء الغريبة ويقال أنه كان خبيراً بالسحر والماورائيات وعلوم القدماء السرية ،  وقد أصبح عالماً ذو شهرة في الأحياء والأشياء الغريبة في دوائر معينة من إنجلترا ، فقد زار أماكن منعزلة من العالم وقابل أشخاص متنوعين من البشر ما جعله يكتسب علماً وشهرة وثقافة في ذلك الوقت.  

توماس ثيودور ميرلين


في عام 1899 زار توماس الولايات المتحدة لعرض مجموعته من التحف والغرائب النادرة هناك لكن الناس لم تهتم لعرضه فألغي رحلته وعاد إلي لندن.


كان توماس رغم تقدمه في العمر وشيخوخته إلا أنه كان يتمتع بصحة جسدية وعقلية وكان يبدو وكأنه في الأربعين من عمره وهذا ما جعل الناس يتكلمون حوله ويقولون أن ممارساته الغامضة هي من جلبت له الشباب الدائم وقيل أنه عاش 117 عاماً ، هذه الأحاديث جعلت الناس تبتعد عنه خوفاً منه ومن الغموض الذي يحيط به فهو لم يتزوج رغم كبره ورغم أمواله وكل الأسرار والغرائب المحيطة بحياته جعلته يبتعد ويختفي من دائرة الأشخاص الذين يعرفهم ولم يظهر مرة أخري وكأنه مات. 

صناديق ميرلين الغامضة


لكن خلال ربيع عام 1942 تسربت شائعات مفاداها أن شخصاً يتظاهر بأنه توماس ميرلين قدم وثائق تؤكد إمتلاكه لقصر في لندن ، هذا الرجل لم يتجاوز عمره الأربعين وقد كانت أوراقه صحيحة ، ورغب هذا الرجل أن ينقل ملكية قصره لدار أيتام بشرط أن لا يتم بيع المنزل أبداً وعدم فتح القبو مهما يكن ، وبعد تحويل المنزل إلي دار الأيتام عاد الإهتمام بشخصية توماس ميرلين مرة أخري لأنه لو كان فعلاً توماس ميرلين الحقيقي فلابد أن يكون عمره الآن 160 عاماً ، وهذا ما جعل الناس في حيرة من أمرهم.


بعد كل هذا إختفي توماس ميرلين مرة أخري ولم يره أحد بعد ذلك وإختفي إلي الأبد هذه المرة.


بقي قصر توماس ميرلين تابعاً لدار الأيتام ولم يقترب أحد من القبو طيلة كل السنين إلي أن تم إغلاق دار الأيتام وتم هجر القصر ونسيان وجود القبو وما فيه ، إلي أن جاء عام 1960 وبدأ العمل علي هدم القصر لإنشاء مشروع سكني جديد وهناك تم إكتشاف القبو الخفي وما يحتويه من صناديق مليئة بالأشياء الغامضة والغريبة ، لكن أين ذهبت هذه الصناديق ؟


في عام 2006 قام مجموعة من المؤلفين بنشر كتاب إدعوا فيه أن القطع الأثرية والأجسام الغريبة لتوماس ميرلين هي مجرد خدع قام بها مجموعة من الفنانين والنحاتين. 


»أليكس سي إف :


في عام 2010 قام أليكس سي إف وهو نحات ورسام وفنان وكاتب بعرض مجموعة توماس ميرلين في متحف خاص أنشأه في بيته وقام بعرضها علي الإنترنت أيضاً لمن يرغب في مشاهدتها لكن السؤال الذي يدور في أذهانكم الآن كيف وصلت المجموعة ليد أليكس وكيف حصل عليها وأين كانت مختفية كل هذه السنين ، وهل عرضت علي علماء للكشف عن حقيقتها وماهيتها ولماذا عند إكتشافها لم تقدم إلي المتحف البريطاني أو إلي علماء الآثار للتحقق منها أين كانت ومن إحتفظ بها كل هذا الوقت؟ 

صناديق ميرلين الغامضة

كل هذه الأسئلة زادت من غموض هذه الصناديق التي ظهرت فجأة وإختفت ثم عادت لتظهر من جديد عند أليكس.


وتوماس ميرلين ماهي حقيقته ومن كان وهل صحيح عاش كل تلك السنين ؟

في الأخير يقول أليكس أن مجموعة توماس ميرلين حقيقية كما أدعي أن مذكرات توماس التي وجدت مع القطع الأثرية تحتوي علي أفكار ونظريات متطورة لم تكن معروفة في زمنه مثل ميكانيكا الكم ونظرية الكون المتعدد كما زعم أن المذكرات تحتوي علي تفسيرات علمية عن مجموعة توماس الأسطورية وأعلن مسؤول عن هذه المجموعات الأثرية ويمكن لأي شخص رؤيتها عبر الإنترنت.


إقرأ أيضا  :


تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق
  • غير معرف 15 مايو 2023 في 5:30 م

    مدهش!

    إرسال ردحذف



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -