أخر الاخبار

لماذا بنيت ثلاثة أهرامات وبهذا الشكل وغير متساوية الحجم


دائما ما تثير الأهرامات المصرية الثلاثة التساؤلات و الفضول لدي البشر جميعا سواء من العلماء أو غيرهم من البشر العاديين حول كيفية بناء الأهرامات المصرية أو من قام بعملية البناء ولماذا بنيت الأهرامات من الأساس ولماذا تم بناؤها بهذا الشكل الهرمى ولماذا تختلف الأهرامات المصرية الثلاثة في حجمها فهناك الهرم الأكبر ثم هرم متوسط الحجم وهو هرم خفرع ثم الأصغر حجما هرم منقرع  .


أجبنا في مقال سابق بعنوان أعظم بناء عرفته البشرية عن كيف تم بناء الأهرامات الثلاثة ومن قام ببناء الأهرامات المصرية الثلاثة  .


وفي مقال آخر بعنوان طاقة الأهرامات الخارقة أجبنا لماذا بنيت الأهرامات بهذا الشكل الهندسي وأن بناؤها تعدي بكثير كونها مقابر للدفن .


أما مقال اليوم هو لماذا أختلف حجم بناء الأهرامات الثلاثة وأن هناك هرم كبير وآخر متوسط وثالث صغير .


مما لاشك فيه أن بناء الأهرامات الثلاثة بأحجام مختلفة ليس مجرد صدفة وأن بناء الأهرامات بأحجام مختلفة ليس من أجل تقليل تكاليف البناء الباهظة كما قال البعض بل أن بناء الأهرامات المصرية الثلاثة بأحجام متفاوتة وغير متساوية كان لسبب مذهل للغاية ، والمثير للدهشة كيف كان قدماء المصريين علي ذلك القدر المذهل من الدراية والمعرفة والعلم .


بداية القصة  :


في عام 1979 وبينما كان المهندس المدني روبرت بوفال ينتظر في مطار هيثرو بلندن موعد إقلاع طائرته للتوجه إلى مقر عمله في السودان ، إبتاع كتابا عنوانه ” لغز نجم الشعرى” ( The Sirius Mystery ) لمؤلفه روبرت تمبل . وقد كان كتابا مثيرا قلب حياته رأسا على عقب.


لماذا بنيت الأهرامات بأحجام مختلفة وهرم منقرع صغيرا و بعيدا عن خوفو وخفرع 


كان الكتاب يتحدث عن معتقدات قبيلة في إفريقيا تعرف باسم “قبائل الدوغون” درجت منذ ألوف السنين على إقامة إحتفالات طقسية. وكانت هذه الطقوس عبارة عن محاكاة لحركة نجم الشعرى ( سيريوس ) الذي يعتبر من ألمع نجوم السماء وينتمي إلى مجموعة تُعرف باسم الكلب الأكبر .


وقد أعرب تمبل (مؤلف الكتاب) عن الإعتقاد بأن هذه المعلومات الفلكية التي يملكها أفراد الدوغون لا بد أنها متوارثة عبر ألاف السنين ، وأنها قد وصلت إليهم من قدماء المصريين ، وأن تقصي هذا السر ينبغي أن يُبحث عنه في تاريخ مصر القديمة . 


توصل بوفال في نهاية البحث إلى أن مصر بنيلها وأهراماتها هي صورة السماء على الأرض ! 


روبرت بوفال البلجيكي ذوي الأصول المصرية الذي تربي صغيرا في مصر حتي عمر 12 عاما ثم رحل مع والداه إلي لندن حيث تخرج كمهندس معماري وأصبح له شهرة واسعة كمهندس جيد.. في إحدي زياراته إلى مصر ، توقف روبرت بعض الوقت لزيارة المتحف المصري ، كان هناك لوحة معينة للأهرامات يرغب في رؤيتها ، كان ذلك في عام 1983 تحديدا أي بعد قراءته لكتاب روبرت تمبل بأربع سنوات ، ذهب روبرت وتوقف أمام اللوحة ، وظل ينظر إليها.


كانت اللوحة تمثل الأهرامات من منظور مرتفع على بعد 2 كم تقريبا ، ومع ذلك فالأهرامات تبدو شديدة الوضوح بسبب ضخامتها ، ٣ أسئلة أثارت في ذهن روبرت عن اللوحة ، أسئلة مرت على آلاف من البشر من   قبله وتمر علينا كل يوم  ، لكن عقل روبرت لم يهضمها.


- السؤال الأول ؟


لماذا يوجد 3 أهرامات في الصورة ؟ أو لماذا بنى المصريين ثلاثة أهرامات وليسوا هرمين أو أربعة أهرامات ؟ 


الإجابة من علماء المصريات أن الأهرامات هي مقابر ملوك الأسرة الرابعة من الدولة القديمة والذي عُرف عصرهم بعصر بناة الأهرام في فترة 2500 قبل الميلاد تقريبا ، خوفو وخفرع ومنقرع وعلى ذلك فهم 3 أهرامات .


- السؤال الثاني ؟


لماذا يبدو الهرم الثالث هرم منقرع صغير الحجم مقارنة بالهرمين المجاورين خوفو وخفرع ؟


نعلم جميعا إن هرم خوفو هو الأضخم والأكبر حجما ( بطول ١٤٦ متر ) يليه هرم خفرع ( ١٣٦ مترا )  ثم هرم منقرع ( ٦٥ مترا ) ولقد أجاب بعض الأثريون كما أشرنا أن سبب بناء هرم أصغر كثيرا عن أبويه بسبب التكلفة الباهظة التي تكبدتها الدولة لبناء الهرم .


ورغم أن التفسير غير مقنع بالمرة ، لأن شبسكاف على سبيل المثال وهو أبن منقرع قد إتخذ مقبرة عبارة عن مصطبة من عدة صفوف حجرية . لا يزيد إرتفاعها عن 15 مترا ، وهي أقل كثيرا في تكلفتها من الهرم ، فماذا لم يتخذ منقرع مقبرة عبارة عن مصطبة بدلا من الهرم طالما أنه يخشى من ترنح اقتصاد الدولة وضجر الشعب؟!


- السؤال الثالث ؟ 


لماذا يبدو هرم منقرع بعيدا عن محاذاة هرمي خوفو وخفرع ؟


تأكيدا علي أن بناء الأهرامات الثلاثة لم يكن صدفة بل كان عملية هندسية حسابية فلكية متقنة محسوبة بعناية ودقة فائقين ، حيث كان من الطبيعي أن يوضع هرم منقرع على نفس المحاذاة مع الهرمين السابقين ، لكن ذلك لم يحدث ، لقد كان أبعد عنهما قليلا ، فإذا رسمنا خطا يمر بمركزي هرمي خوفو وخفرع ، فسنجده بعيدا عن منقرع ، بالتأكيد ذلك لم يحدث خطأ ، فبناء صروحا جبارة كتلك يدل أن مهندسيها كانوا على درجة عظيمة من العلم والهندسة ولم يكن شيئا كهذا ليحدث خطأً .


لقد إحتار روبرت في تفسير ذلك لعدة  سنوات ولم يقتنع بتأويلات علماء المصريات من أنها مقابر متفاوتة الأحجام حسب الحالة الاقتصادية ، وكان في قرارة نفسه كمهندس مدني موقنا من تصميم الأهرامات بهذه الأحجام والمواقع قد حدثت كلها مرة واحدة ، كأن تضع تصميما لمدينة سكنية فتضع تصميم الشوارع والعمائر والحدائق في نفس الوقت واللوحة ، لكن اللغز ظل مستعصيا عليه.


حتى كان في رحلة عمل في أحد المشاريع في المملكة العربية السعودية، تجول ذات ليلة صافية مع صديق فرنسي في الأراضي الصحراوية الشاسعة بينما النجوم تتلألأ في السماء..


رفع روبرت نظرة إلى النجوم مليا وفجأة برقت عيناه وصاح صيحة مدوية ، فقد وقعت عيناه على مفتاح حل اللغز .


نجوم حزام أوريون والعمر الحقيقي للأهرامات :


حزام أوريون : 


حزام أوريون هي مجموعة نجمية تتكون من 3 نجوم وتُعرف بإسم  ( نطاق الجبار  أو حزام الجبار ) لأنها كانت جزء من مجموعة نجمية تُعرف باسم “ الجبار ”.. وهي كمعظم النجوم تحمل أسماء عربية.


لقد توصل روبرت إلي أن الأهرامات تتبع مجموعة حزام أوريون بتطابق مدهش ، لقد فسر له ذلك في لحظات سبب أحجام الأهرامات والمسافات بينها بشكل شديد الدقة .


نجوم حزام أوريون الثلاثة ( النطاق – النيلام – المنطقة ) – بحسب الأسماء العربية حيث يمر خط بمركزي النطاق والنيلام ، والمنطقة أبعد قليلا وأهرامات الجيزة الثلاثة (خوفو – خفرع – منقرع ) خط يمر بمركزي هرمي خوفو وخفرع ومنقرع أبعد قليلا بنفس النسبة .


أحجام الأهرامات مكافئة لحجم ولمعان النجوم ، والمسافات والترتيب بينهما مكافئ للمسافات بين نجوم حزام أوريون .


نجوم حزام أوريون والأهرامات الثلاثة 


أراد بوفال مناقشة الفكرة مع عدد من علماء المصريات ، فأرسل إلى مدير قسم المصريات في المتحف البريطاني في ذلك الوقت د.جيمس .. فكان رده بعد عدة أسابيع أنه يرى أن ذلك مصادفة ليس إلا . لم ييأس بوفال وحاول مرة أخرى مع العالم المعروف د.إدواردز والذي كان مدير المتحف البريطاني ، وقد تحمس إدواردز للفكرة . وطالبه بالمواصلة وقاما باللقاء والتراسل .


توصل بوفال إلي أن هناك تطابق جغرافي بين الأهرامات ونجوم السماء حيث وجد أن مصر بأهراماتها ونيلها هي صورة السماء على الأرض .


وأن نهر النيل هو الإنعكاس الأرضي لمجرة درب التبانة التي تمثل نيلا سماويا ، أما نسق أهرام الجيزة فتتبع على الأرض نسق ترتيب نجوم مجموعة أوريون في السماء وحجمها وشدة لمعانها وموقعها النسبي من درب التبانة الذي كانت بمثابة نيل سماوي.


ويعني ذلك أن الأهرامات لم تُبن بمعزل عن بعضها البعض كما كنا نعتقد . بل كانت جزءا من خطة هندسية كبرى تستند الى خلفية دينية عقائدية وإعتبارات جيومترية ومسحية بمعرفة دقيقة جدا لأحوال الفلك وأن مجرة (درب اللبانة)، هي النيل الحقيقي وأن النيل الارضي ليس سوى انعكاسا لها.


عُمر الأهرامات :


يعتقد علماء المصريات أن الأهرامات بُنيت عام 2450 ق.م ، ولعلك ستجد إختلافا طفيفا بين عالم وآخر فمنهم من يرى أنها 2600 ق.م .. بينما يري آخرون أن الأهرامات قد بنيت عام 2450 ق.م .


لكن لماذا تلك الفترة ؟


يرجع السبب في الإعتقاد بأن الأهرامات المصرية الثلاثة قد بنيت في تلك الفترة أنهم رأوا أن الفتحة النجمية في حجرة الملك ، تُشير إلى نجم الشعرى اليماني في عام 2500 ق.م .


والنجم الشعرى هو النجم الذي كان يُعظمه قدماء المصريون بإعتباره علامة قدوم الفيضان والخير على البلاد .


النجم الشعرى :


إعتمد المصريون القدماء على التقويم النيلي ، أي يعتمد على نهر النيل ، يبدأ مع الفيضان ، ولأنهم لاحظوا أن الفيضان يقترن بظهور نجم «الشعرى»، وهو ألمع النجوم في السماء ، ولذلك لقبوه «بجالب الفيضان»، وأسموه ‘نجم إيزيس’ لإرتباط دموع إيزيس زوجة أوزوريس بفيضان النيل عندما حزنت عليه ولأن الفيضان يحمل معه الخير والماء والثمار وازدهار الحياة فإنهم قد قدسوه ورمزوا له برمز «بقرة مُستلقية» وعبدوها .


ومن هنا نشأ ذلك الإختلاف الطفيف في تحديد زمن بناء الأهرامات فكل عالم يحسبها بطريقته بورقة وقلم ، فمنهم من وصل أن تلك المطابقة حدثت 2450 ق.م ومنهم من رأى أنها 2600 ق.م .


حينما بدأ روبرت بدراسة تلك الأرقام، وجد أن فلكيا في عام 2450 ق.م، والذي هم رسميا عصر بناة الأهرام لم يجد المطابقة بين نسق أوريون والأهرامات ، لقد وجد زاوية الإنحراف كبيرة ، النيل يوازي درب التبانة ، لكن نسق أوريون ليس مطابقا للأهرامات.


عمر الأهرامات :


 للإجابة على هذا السؤال كانت الخطوة التالية أن يُحدد روبرت عُمر الأهرامات  إشترى برنامج كمبيوتر اسمه SkyGlobe ، هذا البرنامج  يُمكن من خلاله معرفة مواقع النجوم على مر الأزمنة ، فنسق النجوم يتغير عبر السنوات لأن النجوم تدور في أفلاك  فمثلا إذا أخذت صورة بالكاميرا للسماء الآن من موقعك هذا ، ثم أخذت صورة أخرى بعد 100 سنة بالضبط من نفس الموقع  فسترى اختلافا في شكل النجوم ، بدأ روبرت العمل على البرنامج وكان ذلك في أوائل التسعينات حيث التكنولوجيا الرقمية في مهدها 


لقد وضع روبرت إفتراضا أن عُمر الأهرامات هو نفسه موعد أقرب مسافة لحزام أوريون من الأرض ، كان الهدف هو مطابقة نسق الأهرامات مع نسق حزام أوريون ، تم بناء البرنامج وظل روبرت بوفال يراجع برنامج الكمبيوتر عاما بعد عام حتى وصل إلى المطابقة الكاملة بين شكل نسق الأهرامات ونسق السماء . لكن الرقم الذي ظهر على الشاشة كان مفاجأة ، لقد أوضح البرنامج أن عُمر الأهرامات 10450 ق.م ! أعاد التجربة مرات ومرات .. ببرامج أخرى ووصل إلى نفس النتيجة


في العام 10450 قبل الميلاد حصل حدثان فلكيان نادران فوق سماء مصر القديمة أحدهما تم بمحض الصدفة والثاني لا يتكرر إلا مرة كل عشرات الالوف من السنين.


الأول أن درب اللبانة ، الممتد من الشمال إلى جنوب قبة السماء ، إتخذ وضعا تطابق فيه شكلا مع المجرى الشمالي الجنوبي لوادي النيل إلى حد بدأ من هضبة الجيزة وكأن النيل هو نسخة كاملة وصورة أمينة لمجرة درب اللبانة وبالواقع بدا الدرب وكأنه نيلا سماويا.


والثاني انه غرب درب اللبانة بلغت نجوم حزام أوريون الثلاث أقرب نقطة لها من الأرض في دورتها التي تتكرر مرة كل 26000 عام .


إذا فقد دون القدماء عمر بناء الأهرامات ضمنا في هندسة البناء بشكل غير قابل للمحو والضياع أيا كان الزمن وهو ما تم إثباته في عصرنا الحاضر على يد روبرت بوفال. 


بكل المقاييس كان هذا الكشف المذهل سيعيد كتابة التاريخ المصري مرة أخرى ، لأنه عاد بعمر الحضارة المصرية ما يفوق 8000 آلاف من السنين قبل عمرها المؤرخ رسميا ، وبذلك تعد بلا شك أحد أقدم الحضارات في التاريخ


هذا وعلي الرغم من منطقية نظرية روبرت بوفال وإشادة الكثير بها إلا أنه لم يحصل على الدكتوراه التي خصصها لذلك وتم رفض مناقشة نظريته كما أن التيار الرسمي لعلماء المصريات يرفضون الإعتراف بنظرية بوفال كما رفض الدكتور زاهي حواس نظرية بوفال ووصفه في إحدي التسجيلات باللصوصية وأضاف زاهي حواس أن كل ما يثار وكل تلك النظريات ما هي إلا لإغراض سياسية الهدف منها التشكيك في عظمة الحضارة المصرية القديمة ومحاولة نسبها لدول وحضارات أخري .


ويرفض الأثريون نظرية بوفال لأنها تمحي ٢٠٠ عاما من النظريات والأبحاث الأثرية الخاصة بعلم المصريات ،


ولا يعترف الأثريون الرسميون إكتشاف روبرت بوفال بسبب أن المعروف أن علماء المصريات متفقون على أن الأهرامات هي جزء من عقيدة دينية تتصل بعبادة الشمس ، خاصة وأن في شكلها ما يوحي بذلك ،  فإن أضلعها تمثل أشعة الشمس وهي تخترق السحب وتصب أشعتها على الأرض . كما أن الديانة المصرية ركزت على الإله ( رع ) إله الشمس وأن الأهرامات جزء من ذلك ، كما أن الأهرامات مبنية جميعها غرب وادي النيل ، أي جهة غروب الشمس حيث تقع مدينة الموتى ، إذا فكل شيء يوحي بإرتباط الأهرامات وطقوسها بالشمس ، أما نظرية بوفال فإنها تُثبت إثباتا جازما إرتباط الأهرامات بالنجوم وأن بناة الأهرامات أصحاب عقيدة نجمية لا شمسية . وبالتالي فإن ذلك يُضعف في نظرية أن ملوك الأسرات هم من بناة الأهرام .


كما يرفض الأثريون نظرية روبرت بوفال لأن علماء المصريات متفقون أن الأهرامات بُنيت في عهد الأسرات الأولى أي ما يقرب من ٢٥٠٠ عام ق.م في حين أن نظرية بوفال تعود بالأهرام إلى عصور سحيقة تقترب من 10 آلاف عام ق.م .



إقرأ أيضا  :



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -