الكثير من الأدوية تعمل على علاج أو تخفيف الالم او تسكينه ، ولكن هل تسائلت يوما كيف يعرف الدواء الذي نتناوله لعلاج جزء ما بالجسم بالرأس أو الظهر أو حتي الكاحل؟
كيف يمكن للأدوية بشكلٍ عام أن تتجه مباشرة إلى مكان الألم الذي من المفترض أن تؤثر فيه؟
هل يعرف الدواء مكان الألم في الجسم ويذهب إليه ؟
إذا شعرت بألم ما وليكن في القدم و تتطلب الأمر أخذ الأدوية ، فهل يعرف الدواء وجهته ويتوجه إلي المكان المصاب في القدم لعلاجة أم ماذا ؟
في حقيقة الأمر فأن الأدوية لا تعمل بهذه الطريقة ، في الواقع ليس لدى الأدوية أي فكرة عن أين تذهب عندما نتناولها لعلاج شئ ما أصابك.
لحسن الحظ يمتلك جسم الإنسان نظاماً ذكياً بما فيه الكفاية لتوجيه عصارة الأدوية والمادة الفعّالة فيها إلى المكان الذي يحتاجه بالضبط .
فعندما تبتلع الدواء تنقل عبر المعدة والأمعاء الدقيقة إلى الكبد ، هناك يتم تكسيرها وتُطلق المواد الفعّالة فيها إلى مجرى الدم .
سيتم بعد ذلك تزويد جميع أعضاء الأجسم وأنسجته بالدم وسيستمر الدواء في رحلته عبر مجرى الدم ، على الرغم من أن الأدوية تنتقل عبر الدم إلى جميع أنحاء الجسم ، لكن المادة الفعّالة للدواء تم تصميمها لإستهداف جزيئات بروتينية معيّنة تُسمى مستقبلات Receptors.
كيف يعرف الدواء مكان الألم ويتوجه إليه |
في حالة تناول مسكّنات الألم مثل الأيبوبروفين أو الأسيتامينوفين لهذه المواد الكيميائية مستقبلات محددة ناتجة عن الألم والالتهاب أثناء سيرهم عبر مجرى الدم .
قطعا الجزيئات الدوائية لا تستطيع أن تنتقل من تلقاء نفسها عبر الجسم ، وليس لها القدرة على التحكم بالمصير الذي ستؤول إليه ، لكن أستطاع الباحثون إجراء تعديل كيميائي على جزيئات الأدوية لضمان إرتباطها بقوة بالأماكن التي نريد التأثير فيها، وبصورة ضعيفة بالأماكن الأخرى.
عند وصول الدواء إلى المستقبل الخاص به لتلتصق جزيئاته بهذه المستقبلات وتلتحم بها وهنا يُمكن للمادة الفعّالة للدواء أن تؤدي وظيفتها حيث أن الدواء يبقى غير فعالًا حتى يلتصق بالمستقبل الخاص به وبمجرد أن يدخل الدواء إلى الخلية المستهدفة تحدث عدة تفاعلات بين الدواء والهدف داخل الخلية حيث يؤدي العلاج تأثيره المطلوب .
إقرأ أيضا :