أخر الاخبار

طريق الحرير الذى تسعى به الصين إلى أن تصبح قوى عظمى وأرهب أمريكا


منذ أكثر من 3000 سنة مرت قوافل الصين من هنا من قلب الجزيرة العربية ، وضعت الحرير وحملت البخور واللبان واللؤلؤ ، أول طريق عالمي في التاريخ ذهب إلى ما هو أبعد من مجرد تبادل للبضائع ، حيث سمحت آلاف المسارات المترابطة بتبادل مثمر للأديان والثقافات والأفكار .


طريق يعود إلى 200 عام قبل الميلاد بثياب جديدة من شنغهاى إلى لندن عبر 60 دولة وبإستثمارات تصل إلى 900 مليار دولار ، " طريق الحرير الجديد " الذى حمل عنوان " طريق واحد - حزام واحد " ، ينطلق طريق الحرير الجديد من " ميناء كانتون " بالصين يعبر البحار مروراً " بباكستان " و " ميناء غوادار " ثم يعبر الجزيرة العربية وبحر الخليج والبحر الأحمر قبلة سواحل اليمن وغرب السعودية .


" طريق الحرير " هو عبارة عن مجموعة من الطرق المترابطة كانت تسلكها القوافل والسفن وتمر عبر جنوب آسيا والتى تربط " تشآن " والتي كانت تعرف ( بتشانغ آن )  في الصين مع " أنطاكيا " في تركيا بالإضافة إلى مواقع أخرى ، كان تأثيرها يمتد حتى كوريا واليابان .


أخذ مصطلح " طريق الحرير " من الألمانية ( زايدنشتراسه Seidenstraße ) حيث أطلقه عليه الجغرافي الألماني " فرديناند فون ريتشهوفن "  في القرن التاسع عشر .


كان " لطريق الحرير " تأثير كبير على إزدهار كثير من الحضارات القديمة مثل الصينية والحضارة المصرية والهندية والرومانية حتى أنها أرست القواعد للعصر الحديث .


يمتد " طريق الحرير " من المراكز التجارية في شمال الصين حيث ينقسم إلى فرعين ( شمالي وجنوبي ) يمر الفرع الشمالي من منطقة بلغار- كيبتشاك وعبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم وحتى البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان ووصولاً للبندقية ، أما الفرع الجنوبي فيمر من تركستان وخراسان وعبر بلاد ما بين النهرين والعراق والأناضول وسوريا عبر تدمر وأنطاكيا إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر دمشق وبلاد الشام إلى مصر وشمال أفريقيا .


وبدأ إستخدامة فى القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن السادس عشر فى التجارة ونقل البضائع الصينية وأشهرها الحرير ( ومن هنا جاء سبب تسميته بطريق الحرير ) إلى باقي مناطق العالم القديم ، وبقى هذا الطريق البري مستخدماً حتى القرن السادس عشر عندما أستبدل بالطريق البحري ، وقد وضع قسم من هذا الطريق على لائحة التراث العالمي عام 2014 ويمتد هذا القسم لمسافة 5000 كلم عبر ثلاث دول هي ( الصين ، كازخستان و أوزبكستان ) ، يتضمن موقع طريق الحرير 33 موقعاً مختلفاً تشمل مدن رئيسية ، قصور ، مستوطنات تجارية ، ممرات جبلية ، منارات ، إجزاء من سور الصين العظيم ، حصون ، أضرحة ومباني دينية .


يغطي مشروع طريق الحرير الجديد 66 دولة في ثلاث قارات ، هي آسيا وأوروبا وأفريقيا، وينقسم إلى ثلاثة مستويات ، تشمل مناطق محورية ومناطق للتوسع ومناطق فرعية ، حيث يتضمن فرعين رئيسين : الفرع البري وهو  " حزام طريق الحرير الاقتصادي " ، والفرع البحري وهو  " طريق الحرير البحري " .

طريق الحرير


يمتد " طريق الحرير البحري " من الساحل الصيني عبر سنغافورة والهند باتجاه البحر المتوسط ، أما الفرع البري فيشمل ست ممرات هي :

1- الجسر البري الأوراسي الجديد الذي يمتد من غربي الصين إلى روسيا الغربية .

2- ممر الصين – مونغوليا – روسيا الذي يمتد من شمالي الصين إلى الشرق الروسي .

3- ممر الصين – آسيا الوسطى – آسيا الغربية الذي يمتد من غربي الصين إلى تركيا .

4- ممر الصين – شبه جزيرة الهند الصينية الذي يمتد من جنوبي الصين إلى سنغافورة .

 5- ممر الصين – باكستان الذي يمتد من جنوب غربي الصين إلى باكستان .

 6- ممر بنغلاديش – الصين – الهند – ميانمار الذي يمتد من جنوبي الصين إلى الهند .


فمنذ إطلاق الرئيس الصيني لمشروع " طريق الحرير الجديد " استثمرت بلاده ثمانين مليار يورو في مشاريع متعددة ، كما قدمت المصارف قروضا بقيمة تتراوح بين 175 و265 مليار يورو.


روسيا وباكستان أبرز الدول الداعمة للمشروع ، وهو ما ظهر من مشاركة الرئيس الروسي " فلاديمير بوتين " ورئيس الوزراء الباكستاني " عمران خان " في هذه القمة إلى جانب 35 رئيسا ورئيس وزراء من أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وأبرز الدول المشاركة فيه مصر والسعودية .


يدعم المشروعَ أيضا بريطانيا وتركيا ودول صغيرة مثل اليونان التي اعتبر وزير خارجيتها أنه يمثل قمة الإنفتاح الإقتصادي في الوقت الذي تلجأ فيه الكثير من دول العالم إلى الإنغلاق على نفسها اقتصادياً وسياسياً .


وسط تنامي نفوذ الصين والشكوك الغربية حول نواياها ، يزداد قلق الأوروبيين والأميركيين تجاه هذا المشروع فكان ذلك واضحاً في عدم إرسال واشنطن أحد للمشاركة في القمة .


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -