أخر الاخبار

معلومات عن طائر السنونو وفائدتة للبيئة


تعد الطيور من أجمل الكائنات على الأرض، فحينما تحلق في السماء ترسم لوحة فنية بديعة التكوين نظرًا لتنوعها الفريد بالأشكال والألوان الخلابة والتي قُدر عدد أنواعها مؤخرًا بنحو 18 ألف نوع ، ومن بين هذه الأنواع يتألق في الأفق الطائر المهاجر أو السنونو، فما هو؟ ولماذا سمي بالمهاجر؟


التصنيف العلمي للسنونو

الخُطّاف أو السنونو (الاسم العلمي: Hirundinidae) هي فصيلة طيور تنتمي إلى رتبة العصفوريات (رتبة: Passeriformes) ،من عائلة الطيور المهاجرة، تتراوح أطوالها من 18 إلى 20 سم ، تبني طيور السنونو أعشاشها في السقوف العالية للأبنية القديمة.


يقتات السنونو على الحشرات ، يعيش ويتواجد السنونو عادة كزوجين ذكر وأنثى ويطيران مترافقين ، يبني السنونو عشه من الوحل والقش ويلصقه في سقوف المنازل، أما أنثى السنونو فتضع أربعة بيضات وتكون منقطة عادة.


يهاجر السنونو عبر دول إيران وسوريا والجبل الأخضر في ليبيا والبحر الأبيض المتوسط على شكل أسراب مكونة من 60 إلى 80 طير ويذهب إلى أوروبا ليُفرِّخ هناك، كما ينتقل من جنوب السودان إلى جنوب أفريقيا ، ويعيش في مدينة الموصل في العراق ومنذ أكثر من سبعين عاما لم تغادر هذه الطيور أعشاشها التي شيّدتها في بناية محطة القطار وبناية (اللوكو) صيانة وتصليح القاطرات والعربات والشاحنات وبعض الأبنية الأخرى المفتوحة.


طائر السنونو هو نوع من أنواع الطيور التي تنتمي لعائلة الطيور المُغرّدة ، وهي فصيلة تنتمي لرتبة العصفوريات ، وتعيش طيور السنونو ما يقارب 16 سنة ، وهناك ما يقارب السبعين نوعًا مختلفًا من طيور السنونو .


تعيش طيور السنونو في العديد من الموائل المختلفة من الغابات إلى الأراضي العشبية إذ أنها تحتاج فقط إلى الطين لبناء أعشاشهم مما يسمح لها بالبقاء في بيئات مختلفة، كما أنها طيورًا مهاجرة فتنتشر في جميع أنحاء العالم تقريبًا حيث تتكاثر على نطاق واسع في نصف الكرة الشمالي في فصليّ الربيع والصيف، وتهاجر إلى جنوبها في فصل الشتاء .

طائر السنونو لماذا سمى بالمهاجر


ما هي صفات طائر السنونو الشكلية؟ 

تمتاز طيور السنونو بألوانها المختلفة والجذابة، وأجنحتها الطويلة المدببة، ومناقيرها الرفيعة والقصيرة، ولدى السنونو أقدام ضعيفة، ويمتلك بعض أنواعها ذيولًا متشعبة وجميلة، وعلى الرغم من وجود أنواع مختلفة من طيور السنونو، إلّا أنها ذات صفات متشابهة إلى حدٍ كبير، ولها تقريبًا نفس شكل الجسم.


عادةً تكون طيور السنونو البالغة ذات ظهور داكنة وملوّنة بالأخضر أو الأزرق اللّامعَين، ولها قناع أسود رقيق حول العين، وأجزائها السفلية عادةً ما تكون شاحبة وباللون الأبيض أو القشديّ، أما الطيور الحديثة فيكون لونها بني بالكامل من الأعلى، ويغطي جسد السنونو خليط من الألوان الخلّابة والمتناسقة من الريش، ولديها حناجر بألوان نارية حارة كاللون الأحمر، أو البرتقاليّ، وبعضها بحناجر بيضاء اللون.


يعتبر طائر السنونو من الطيور صغيرة الحجم، ومناقيرها صغيرة ورفيعة جدًا، ويتراوح طول جسد طيور السنونو بين (10 - 24) سم، ويختلف مدى جناحيها من نوع إلى آخر ، يزن طائر السنونو ما يقارب (10-60) جرام ، والسنونو طيور رشيقة للغاية تقضي معظم وقتها في التحليق والتقاط الطعام .


تختلف الصفات الشكلية لطيور السنونو بإختلاف نوعها، وربما جنسها وعمرها، ولكن لا تختلف معظم الأنواع شكليًا بإختلاف جنسها.


على ماذا يتغذى طائر السنونو؟ 

تشكل الحشرات الطائرة الصغيرة بأنواعها المختلفة مصدرًا غذائيًا أوليًّا لطيور السنونو حيث تقوم بالتحليق وإفتراس الحشرات كلًا على حدى مثل الذباب والدبابير والفراشات بالإضافة للنحل والخنافس كما تتغذى طيور السنونو على بعض أنواع الفواكه، وثمار أشجار التوت البرّي وتأكل طيور السنونو قشور البيض أو المحار التي يخلّفها الإنسان، لتضيف الكالسيوم لنظامها الغذائي، وتساعدها على هضم الحشرات .


يتغذى طائر السنونو بشكل رئيسي على الحشرات الطائرة الصغيرة بأنواعها المختلفة وبعض أنواع الفواكه وثمار أشجار التوت البرّي. 


ما هي أبرز سلوكيات طائر السنونو؟ 

تُظهر طيور السنونو سلوكيات مختلفة بإختلاف أنواعها ، كما تتواصل فيما بينها من خلال تغريدات قصيرة وأحيانًا تقوم بطرق جزئيّ مناقيرها العلوية والسفلية معًا لإصدار طقطقة، وفي فترة التزاوج يصبح طائر السنونو الذكر عدوانيًا بالأخص في حال إقتراب الطيور من رفيقته أو عشه، ولكن سرعان ما يعود إجتماعيًّا ويعيش ضمن مجموعات بعد إنتهاء فترة التزاوج، قد تعيش طيور السنونو في حدائق المنازل وعلى المباني.


تغنّي طيور السنونو أغنية معينة أثناء المغازلة أو وضع البيوض، وتكون عبارة عن سلسلة طويلة ومتتابعة من الأزيز الديناميكي السريع تدوم لـ20 ثانية ويتقدّمها ثم يتبعها تغريد جميل، أما في الشدة أو الخطر تصدر طيور السنونو نداءات صاخبة تشبه الصافرة للدلالة على أنها تتعرض للتهديد أو إقتراب حيوان مفترس، كما تطلق طيور السنونو نداءات إنذار وهمية لإحباط محاولة إحدى رفيقاتهم التزاوج مع ذكر آخر.


طيور السنونو ليست كأية طيور مُغردة، إذ إن موطنها ليس مرتبطًا بالمزارع أو السهول الخضراء، ولكن وطنها الحقيقي هو السماء، وبما أنها تقضي معظم حياتها بالتحليق عاليًا، فإن هذه الطيور تستطيع العيش في أي مكان طالما يمكنها دائمًا العثور على أماكن لبناء الأعشاش.


تختلف أعشاش طيور السنونو حسب إختلاف أنواعها وأماكن عيشها، فمنها ما يتكون من حبيبات من الطين المجفف الممزوج بالأعشاب مصنوعًا بأناقة على شكل كوب مفتوح ومبطن بالريش من الداخل، ومنها ما يكون على شكل إناء يشبه القرع وله مدخل على أحد جانبيه، ومنها من يبني أعشاشه داخل جذوع الأشجار المهترئة أو المحفورة سابقًا بفعل نقار الخشب، وآخرون يبنون أعشاشهم في أنفاق ترابية صغيرة تحوي كتلة كبيرة من الأغضان المبطنة بأعشاب ناعمة.


هجرة طائر السنونو 

بحلول أوائل سبتمبر تستعد طيور السنونو للهجرة وتغادر الأسراب الحاضنة للطيور ، وتستغرق رحلتهم إلى الجنوب حوالي ستة أسابيع حيث تطير نهارًا بلا كلل على إرتفاعات منخفضة، وتقطع حوالي 320 كم في اليوم ثم تستغل الليل للراحة لتعود صباحًا للطيران من الشمال للجنوب وتقطع أجزاء مختلفة من أوروبا متجهة إلى أفريقيا أو شبه الجزيرة العربية أو شبه القارة الهندية عابرة الصحاري والقارات لتصل إلى أقصى الجنوب حيث وجهتها المبتغاة لقضاء فصل الشتاء.


وطيور السنونو لا تحتاج للتسمين قبل الهجرة لأنها تتغذى على الحشرات الطائرة التي تستطيع الحصول عليها خلال طيرانها عبر طريق الهجرة، وبالرغم من ذلك تموت أعداد كبيرة منها من الجوع والعطش أو الإرهاق والعواصف خلال رحلتها، وتعود طيور السنونو إلى وجهتها الشمالية في شهريّ نيسان وأيّار.


تكاثر طائر السنونو 

تتشكل أزواج طيور السنونو بمجرد وصولها لأماكن التكاثر، وتبدأ المغازلة بعد مدة قصيرة من وصولها، من فترة منتصف شهر آذار إلى منتصف نيسان، حيث تجتمع الإناث بالقرب من فتحات أعشاشها التي بنتها مع رفاقها الذكور تحضيرًا لوضع البيوض، وتنطلق عروض الطيران والإنحناء من قِبَل الذكور أمام الإناث، ويبدأ التزاوج الفعلي قبل حوالي أسبوع من موعد وضع البيوض.


وذكور السنونو هي طيور أحادية الزوجة إذ يتزاوج ذكر السنونو مع أنثى واحدة فقط ونادرًا ما يتزاوج الذكر مع أنثيين، ويحمي الذكور رفيقاتهم من الذكور الآخرين الذين يحاولون التزاوج معها ويدافعون عن المنطقة المحيطة بالعش .


تعيش طيور السنونو في العديد من الموائل المختلفة من الغابات إلى الأراضي العشبية إذ أنها تحتاج فقط إلى الطين لبناء أعشاشهم مما يسمح لها بالبقاء في بيئات مختلفة، كما أنها طيورًا مهاجرة فإنها تنتشر في جميع أنحاء العالم حيث تتكاثر على نطاق واسع في نصف الكرة الشمالي في فصليّ الربيع والصيف، وتهاجر إلى جنوبها في فصل الشتاء، وهناك ما يقارب السبعين نوعًا مختلفًا من طيور السنونو .


رعاية الصغار لدى طائر السنونو 

تضع إناث السنونو من (3 - 8) بيضات، بيضاء مرقّطة باللون البني المُحمر، بعد حوالي ثلاثة أيام من الإنتهاء من بناء العش، ومن الممكن أن تحتضن طيور السنونو بيوضًا لمرتين خلال موسم التكاثر حيث تعود إلى أعشاشها، وتقوم بإصلاحها إذا لزم الأمر، وتحتضن بيوضها للمرة الثانية بعد خروج الفراخ من بيوضها في العش، تطعم الطيور البالغة صغارها ثم تخرجها من أعشاش التزاوج، وتستمر في إطعامها لمدة أسبوع بعد إخراجها من الأعشاش، وبعد ذلك تتبع الطيور البالغة أسلوب تمرير الطعام لهم أثناء الطيران حولهم، بهدف تعليمهم كيفية إصطياد الحشرات الطائرة والتغذية عليها.


تختلف سلوكات طيور السنونو الاجتماعية باختلاف أنواعها، وتعيش بعضها ضمن قطعان أو مستعمرات والبعض الآخر منفردة أو متزاوجة وتختلف أنواع طيور السنونو تبعًا لصفاتها الشكلية، والرتبة الفرعية التي ينحدر منها كل نوع، كما تختلف بمواطن عيشها، وسلوكياتها، وسنذكر أشهر أنواع السنونو فيما يلي:

 سنونو الحظيرة (الاسم العلمي: Hirundo rustica)  

هو أكثر أنواع السنونو شيوعًا، تتراوح أطوالها بين (15-19) سم، وأوزانها بين (17-20) جرام ذكورًا وإناثًا، وتتميّز برؤوسها المسطّحة ورقاب تكاد تكون غير مرئية، وأكتاف عريضة تبدأ بالتناقص لتشكّل أجنحة مدببة الرأس، ويظهر ريشها باللون الأزرق الفولاذي من الأعلى، ومحمرًّا من الأسفل، وحناجرها بلون القرفة الخلّاب، وتتواجد طيور سنونو الحظيرة في الحقول والمتنزهات وداخل الجسور وحواف الطرق.


سنونو الأشجار (الاسم العلمي: Tachycineta bicolor)

يتراوح طول جسد سنونو الأشجار بين (12 - 15) سم، وزنها بين (16 - 25) جرام ، ذكور سنونو الأشجار خضراء من الأعلى، وبيضاء من الأسفل، وريش أجنحتها أسود اللون، أما الإناث فلونها بني أكثر من الأجزاء العلوية، ويمكن أن يظهر لدى بعض الإناث، رِباط ثدي ضعيف ضبابي بلون رمادي مائل إلى البني.


السنونو الكهفي (الاسم العلمي: Petrochelidon fulva)

يمتاز بشكل جسده الأسطواني، وذيله المربع، وطيور السنونو الكهفية داكنة من الأعلى وباهتة من الأسفل، بجبهة وخدين وحنجرة باللون الكستنائي، ويبني السنونو الكهفيّ عشه في الهياكل الطبيعية، والصوامع والقنوات، وتزن طيور السنونو الكهفية (17 - 25) جرام ويبلغ طولها 14 سم، وطول أجنحتها 33 سم.


السنونو البنفسجي والأخضر (الاسم العلمي: Tachycineta thalassina)

طيور السنونو ذات اللون البنفسجي والأخضر، هي طيور صغيرة أنيقة ذات أجنحة مدببة وذيل متشعب قليلًا، ظهورها العلوية باللون البرونزي المخضرّ، وظهورها السفلية بالبنفسج اللّامع، أما بطونها فبيضاء، ولون خدودها لدى الذكور بيضاء، أما خدود الإناث فداكنة، وتعيش هذه الطيور في الغابات المفتوحة، وفتحات جذوع الأشجار القديمة، وتزن 14 جرام وطولها 12 سم.


سنونو الجرف (الاسم العلمي: Petrochelidon pyrrhonota) 

يبدو سنونو الجرف في الإضاءة الخافتة بنيّ اللون بأجزاء سفلية بيضاء، ولكن في ضوء جيد سيظهر ظهره باللون الأزرق الداكن، ولديه حنجرة حمراء وجبهة بيضاء ناصعة، تقوم طيور سنونو الجرف ببناء أعشاشها في منحدرات الجبال عادةً، ومع توسع البنية التحتية للطرق، أصبحت تستعمر الجسور والمباني.


طائر الحقول والمزارع

وهو من أشهر أنواع السنونو ويقطن في كل من قارة أمريكا الجنوبية، جَنُوب إفريقيا، بالإضافة إلى آسيا والقارة الأوربية ، حيث يتمركز عند المزارع، المسطحات المائية والبرك، ويعتمد في نظامه الغذائي على الحشرات مثل جميع أنواع طيور السنونو يجانب بعض النباتات كالتوت البري.


سنونو أشجار المانغروف

هو طائر خلاب يتميز بلونه الأزرق والأبيض، ويعيش في قارة أمريكا اللاتينية في كل من بنما والمكسيك، عند الأنهار والمزارع كما يلتهم الحشرات، مثل النحل .


السنونو الأسود

من أشهر أنواع السنونو ويقطن منطقة نهر الأمازون في دول مثل البرازيل، الأرجنتين وكولومبيا، حيث يفضل المياه العذبة المتدفقة، كما يمتلك ذيل طويل حاد ويتسم بألوانه البارزة حيث يجمع بين الأبيض الناصع والأسود الداكن ، وهو يعتبر أحد أنواع طيور السنونو المهددة بالإنقراض حيث تم وضعها في القائمة الحمراء لأكثر الكائنات المهددة بالإنقراض.


طائر جزر الباهاما

ينتشر هذا النوع في مزارع الصنوبر على طول شواطئ جزر الباهاما، لديه القدرة على التكيف في جميع الموائل ، يتغذى بشكل أساسي على الحشرات الطائرة، غالبًا ما تضع الأنثى ثلاث بيضات وتكون فترة الحضانة 15 يوم، بالإضافة إلى 22 يوم كفترة تأسيس.


السنونو ذو الرأس الأسمر

غالبًا ما يعيش هذا الطائر في البرازيل وبوليفيا، الأرجنتين، كولومبيا وشيلي، ويعتبر صغير الحجم نِسْبِيًّا حيث يبلغ طوله 12 سم، ويتراوح وزنه ما بين 13 إلى 15 جرام ، يمتلك منقار أسود ذو حواف حمراء، وأغلب باقي جسمه باللون البني بدرجاته.


السنونو الأزرق والأبيض

يبلغ متوسط طول هذا الطائر ما بين 11 إلى 12 سم، ويزن حوالي 10 جرام ، يمتلك ذيل قصير مائل للأسود أو للبني في بعض الأوقات، وبقية أجزاء الجسم العلوية زرقاء داكنة، أما الجزء السفلي فلونه أبيض ناصع ويقطن أمريكا اللاتينية في كل من الأرجنتين وبيرو.


موطنه وأماكن تواجده

يعيش السنونو في أغلب الكرة الأرضية فيما عدا القارة القطبية الجنوبية، حيث يقطن في العديد من الدول، منها:

الولايات المتحدة الأمريكية.

إيران.

سوريا.

البحر المتوسط.

القارة الأوربية.

السودان.

جَنُوب إفريقيا.

شبه القارة الهندية.

الجبل الأخضر.

شبه الجزيرة العربية.

أستراليا.

ليبيا.


ولا يمكن تحديد موطن واحد له، فهو دائمًا مسافر في السماء، كما يستطيع التأقلم مع أي مكان إذا ما توفرت فيه موائله، مثل الأراضي الزراعية والرطبة، الضواحي والمرتفعات.


أيضًا يفضل المراعي المفتوحة الهادئة ذات المسطحات المائية، كأحواض القصب الزراعية، حيث يحلق في أغلب الوقت على إرتفاع منخفض ليكون قريبًا من الحقول والسهول.


هجرات طيور السنونو

ربما تكون هجرات السنونو ذات المسافات الطويلة مرهقة، شاقة ومحفوفة بالعديد من المخاطر ولكن مع كل ذلك لا يمكن له أن يتوقف عنها فهي صارت إحدى سماته بالإضافة لكونها ضرورة لإستكمال حياته ، ويهاجر في صورة مجموعات وقد يصل عدد المجموعة الواحدة إلى أكثر من 50 طائر.


فما هي اتجاهاته؟ وعلى أي أساس يتم تحديدها؟

الحقيقة أن السنونو دائمًا ما يبحث عن الدفء ومن أجله يهاجر، فعلى سبيل المثال النوع الذي يقطن القارة الأوربية يكون مسار رحلته في فصل الشتاء يهرب من شمال أوربا متجهًا إلى الجَنُوب فيمر بالبحر المتوسط، متخطيًا الصحراء الكبرى في إفريقيا وهنا لديه خيارين :

الأول : أن يستكمل رحلته بالتعمق جنوبًا حتى يصل لجنوب إفريقيا.

والثاني : أن يغير إتجاهه للشرق ليمر على البحر الأحمر ثم يخترق الجزيرة العربية حتى يصل الهند ، وقد تستغرق هذه الرحلة أكثر من 6 أسابيع وفي أثناءها يتناول غذائه من المسطحات المائية والمراعي الخضراء التي يمر عليها حيث يطير نهارًا فقط وعلى إرتفاع منخفض وبحلول فصل الصيف يعاود نفس الرحلة مرة أخرى إتجاه موطنه شمالًا.


أما الأنواع الأخرى فيختلف مسار وأسباب رحلتها طبقًا للموطن الذي تسكنه، وكلها رِحْلات طويلة ومجهدة، ومن أجل كل ذلك أُطلق عليه لقب “الطائر المُهاجر“.


أَعشاش السنونو

لعل ثاني أهم ما يميز سلوكيات هذا الطائر بعد هجراته الطويلة البعيدة هو طريقته في بناء العُش الخاص بصغاره، حيث تميزت بالكثير من الدِّقَّة والإتقان بالإضافة للمسة جمالية في بعض الأوقات.


وتتعدد أنواع وأشكال الأعشاش مع تنوع أنواع طيور السنونو ومواطنه المختلفة، فهناك نوع يستغل تجاويف الشجر لتكون له عُشًا وهناك من يحفرها في الرمال وآخر يبنيها من الطين ، وقد يحتاج الطائر للقيام بأكثر من 1200 جولة ذهاب وإياب لجمع وبناء عُشه من الطين ، ويشارك ذكر السنونو الأنثى في البناء، حيث يتم تقاسم المهام بينهما من حفر ونقل وإنشاء، وللعُش أشكال مختلفة منها:

ما يشبه الطبق.

على شكل أنبوب ممدود.

أو أنبوب كامل.

وأوقات دائري ذو ثقب.

وتكثر الأعشاش في قارتي أوربا وأمريكا اَلشَّمَالِيَّة في بعض الأماكن التي يقطنها البشر، ولا يمكن لهم إزالتها طبقًا للقوانين التي تحمي هذه الطيور.


وهناك ما يقارب السبعين نوعًا مختلفًا من طيور السنونو، ذكرنا منها أكثر أنواعها شيوعًا وانتشارًا في مواطنها المختلفة.


إن انتشار طيور السنونو في جميع أنحاء العالم جعلها مرتبطة بالعديد من الثقافات، ويُقال أنها ترمز لكثيرٍ من معاني الحب والسلام والإخلاص، وإعتقد البحارة القدامى السنونو علامة حظ سعيد، لأن السنونو ليس من الطيور البحرية ورؤيتها تعني أنهم يتجهون لليابسة.


تفاعل طيور السنونو مع الإنسان

لم يقم البشر بتدجين أي نوع من أنواع السنونو، وعلى الرغم من ذلك فطيور السنونو هي واحدة من الطيور التي يفضلها الإنسان ويشجع على تعشيشها بالقرب من ممتلكاته أو في الحدائق وفي المناطق الأخرى وذلك عبر بناء صناديق تستفيد منها تلك الطيور في التعشيش، ويعود السبب وراء هذا الإهتمام في طيور السنونو لما لها من دور فعال في التخلص من الحشرات حول المنازل، فعلى سبيل المثال لديه القدرة على إلتهام أكثر من 600 بعوضة في الليلة الواحدة.


وأيضًا لا يسبب السنونو للبشر أي ضوضاء، على العكس يمتاز بجمال أصواته.


وعلى الجانب الآخر لا يقوم الإنسان بالتعدي عليه أو على أعشاشه،إلتزامًا بالقوانين التي وضعت لحماية هذه الطيور من خطر الإنقراض.


 ولكن وفي المقابل هناك بعض الأنواع المهددة بالإنقراض من طيور السنونو نتيجة لبعض السلوكيات البشريّة السلبيّة الخاطئة كتدمير أماكن عيشها لغايات مختلفة إضافة إلى إستخدام المبيدات الحشرية وتأثرها بالتلوث الناتج عن البشر.


حقائق متنوعة عن طيور السنونو

لطيور السنونو بعض السلوكيات التي تميزها عن غيرها، ومن أبرزها:


• قد يقتل ذكر سنونو خطاف المخازن فراخ زوج آخر وذلك في محاولة منه لفصل الزوجين عن بعضهما والتزاوج مع الأنثى وغالبًا ما تنجح محاولته.

• تحصل بعض الأنواع من طيور السنونو على مساعدة من طيور أخرى في إطعام صغارهم.

• تبني طيور السنونو أعشاشها أحيانًا بإستخدام حبيبات الطين راغبة في إعادة إستخدام الأعشاش عامًا بعد عام، ويستهلك بناء العش الكثير من الطاقة إذ يمكن أن يقوم السنونو بأكثر من 1000 رحلة في هذه العملية.

• بعد أن يجتاز أكثر من 5000 كلم، وأحيانا الصحراء والبحر الأبيض المتوسط، والرياح والعواصف والجوع والتعب، يختار أن يعمل عشه على شباك أو على زاوية الشرفة لديك ، أو تحت السقف.

• هذا الطائر يمكنه أكل أكثر من 850 ذبابة وعقصة وبرغشة يوميا ، وتنظيف البيئة من الحشرات الطائرة التي تتكاثر في الربيع والصيف، وهو من أهم عوامل توازن الطبيعة ومبيد الحشرات الطبيعي.

• متوسط طول طائر السنونو البالغ ما بين 10 إلى 24 سم.

• يمتلك أجنحة طويلة يبلغ متوسط طولها ما بين 23 إلى 35 سم، تتميز بالحواف الحادة.

• متوسط وزن الطائر ما بين 10 إلى 60 جرام.

• متوسط عمر السنونو ثلاث سنوات.

• يمتلك ذيل طويل يحتوي على 12 ريشة، ويكون غالبًا أطول عند الذكور.

• يملك منقار صغير، وأرجل قصيرة تنتهي بقدمين ذات أصابع ملتصقة إلى حد ما.


ما هي الأخطار التي تهدد طائر السنونو؟

الهجرات الطويلة المرهقة، والتي قد يُفقد فيها أعداد كثيرة من طيور السنونو بالإضافة إلى الصيد العشوائي المستمر الذي لا يخضع لأي إشتراطات بيئية ، كذلك عوامل الطقس القاسية التي يتعرض لها السنونو أغلب الأحيان خاصة في فصل الشتاء كما يواجه السنونو مخاطر الحيوانات المفترسة والطفيليات يوميًا.


فقدان العديد من موائل الطيور بسبب إقامة المشروعات الصناعية بها و تحويل المناطق العُشبية الطبيعية إلى أراضي زراعية صُنعت بيد الإنسان قد يؤدي إلى تقلص أعداد السنونو بسبب فقده للغذاء المعتاد .


لا تصطادوها لأنها ليست للأكل، ولا تقتلوا هذه الطيور، لأنك ان فعلت فكانك تزيد أعداد الحشرات والذباب والعقص والبرغش في محيطك أنها من نِعَمِ الله علينا (المجهولة لدى الناس)، وشكر النعمة يقتضي الحفاظ عليها.


إقرأ أيضا  :


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -