سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ (١) الإسراء [1-1]
تعريف الإسراء والمعراج :
يعرف الإسراء بأنه انتقال النبي محمد " صلّ الله عليه وسلم " مع سيدنا جبريل " عليه السلام " ليلاً من البيت الحرام في مكة المكرمة الي المسجد الأقصي في بيت المقدس علي دابة البُراق ، وأما المعراج فهو صعودهما من بيت المقدس إلي السماوات العُلي .
وقد ثبت وقوع هذه الحادثة في القرآن ، والسُنّة ، وشهادة الصحابة الكرام بذلك ، وهي من إكرام الله " عز وجل " لنبيه محمد " صلّ الله عليه وسلم " .
كان لرحلة الإسراء والمعراج العديد من الأسباب :
• فكانت بعد ما يُعرف بـ " عام الحزن " تخفيفاً لآلامه وأحزانه صلي الله عليه وسلم - بسبب الأذي الذي تلقاه من قومه .
• إعلاء لشأن النبي صلي الله عليه وسلم وإكراماً له .
• كانت من باب الإيناس للنبي والتسلية له ، وتعريفاً له بمنزلته وقدره عند الله عز وجل ، اذ بدأ بعدها مرحلة جديدة من دعوته ، بالإضافة الي أنها كانت فضلاً عظيماً للنبي عليه الصلاة والسلام.
• تعويضاً للنبي عليه الصلاة والسلام عما لاقاه من أهل الطائف وتكذيبهم له قال تعالي - ( ذلك الفضل من الله وكفي بالله عليما ) .
• إعلاما للنبي عليه الصلاة والسلام بآيات الله تعالي العظيمة ، يقول تعالي عن رحلة الإسراء : ( لنريه من آياتنا ) وقال تعالي عن رحلة المعراج : ( لقد رأي من آيات ربه الكبري ) لما في ذلك من القدرة علي مواجهة مصاعب الدعوة التي تعترضه ، ومن المشاهد التي رآها الأنبياء والمرسلين ، وبعض مشاهد الجنة والنار وغير ذلك .
- توقيت رحلة الإسراء والمعراج :
تعددت آراء علماء السِّيَر في زمن رحلة الإسراء والمعراج ، وأشهر هذه الأقوال ما أرّخة الزهري حيث قال إنها كانت قبل الهجرة إلي المدينة المنورة بسنة ، وكانت بعد معاناه النبي عليه الصلاة والسلام من رحلته الي الطائف ، فكانت في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من السنة الثانية عشرة للبعثة .
- أحداث ليلة الإسراء والمعراج :
أخرج الإمام البخاري " رحمه الله " في صحيحه حادثه الإسراء والمعراج ، حيث كان النبي عليه الصلاة والسلام مستلقياً علي ظهره في بيت أم هانئ ، فانفرج سقف البيت ، ونزل منه ملكان علي هيئة البشر فأخذاه الي الحطيم عند زمزم ، ثم شقا صدره وأخرجا قلبه الشريف وغسلاه بماء زمزم وملآه بالإيمان والحكمة .
والحكمة في ذلك تهيئة النبي " صلي الله عليه وسلم " لما سيشاهده ، وليكون إعداداً له من الناحية اليقينية والروحية ، وعلق الحافظ ابن حجر علي ذلك فقال : " وجميع ما ورد من شق الصدر وإستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شئ من ذلك .
- ركوب البراق والإسراء إلي المسجد الأقصي :
ثم جاء جبريل عليه السلام للنبي " بدابة البراق " وهي دابة أصغر من الفرس وأكبر من الحمار ، تضع حافرها عند منتهي طرفها ، اي تضع خطواتها فتصل الي مد بصرها فلما ركبها النبي عليه الصلاة والسلام لم يثبت ، حتي قال له جبريل عليه السلام أن يثبت ، فلم يركبها أحد خير منه ، فثبت النبي ، وتصبب عرقا ، ثم انطلقت بهما الي بيت المقدس .
- العروج إلي السماء :
عُرج بالنبي وجبريل إلي السماء الدنيا ، فرأي عليه الصلاة والسلام " آدم " عليه السلام ورحب به ، ورد عليه السلام ورأه أرواح الشهداء عن يمينه وأرواح الأشقياء عن يساره ، ثم صعد إلي السماء الثانية ، فرأي فيها " يحي وعيسي " عليهما السلام فسلم عليهما ، ثم صعد الي السماء الثالثة ورأي فيها " يوسف " عليه السلام ثم رأي " إدريس " عليه السلام - في السماء الرابعة ، و " هارون " عليه السلام في السماء الخامسة و " موسي " عليه السلام في السماء السادسة وفي السماء السابعة رأي " ابراهيم " عليه السلام وجميعهم يسلمون عليه ويقرون بنبوته .
ثم صعد إلي سدْرة المنتهي ، والبيت المعمور ، ثم صعد فوق السماء السابعة ، وكلم الله تعالي ففرض عليه خمسين صلاة ، وبقي النبي يراجعه حتي جعلها خمساً وعرض عليه اللبن والخمر ، فاختار اللبن ، فقيل له انه أصاب الفطرة ، ورأي أنهار الجنة ، اثنان ظاهران ، واثنان باطنان ، ورأي خازن النار مالك ورأي أكلة الربا ، وأكلة أموال اليتامي ظلماً ، وغير ذلك الكثير من المشاهد .
- دروس مستفادة من رحلة الإسراء والمعراج :
• تعويض الله تعالي للنبي عليه الصلاة والسلام لصد الناس عنه ، وخاصة أن الحادثة كانت بعد أذي أهل الطائف له ومنعه من دخول المسجد الحرام إلا بجوار " مطعم بن عدي " ، فعوضه الله تعالي بفتح أبواب السماء له وترحيب أهلها به .
• تعزية ومواساة من الله تعالي لنبيه عليه الصلاة والسلام بعد وفاة زوجتة " خديجة " رضي الله عنها وعمه " أبي طالب " ، فأكرمه برؤية آيات من ربه وأمور أخري .
• فتنة الناس وامتحانهم ، من خلال بيان المصدق والمكذب له حيث ان الذهاب الي بيت المقدس لا يكون الا برحلة مقدارها شهرين ذهاباً وإياباً وسمي من حينها ابو بكر رضي الله عنه بالصديق ، لتصديقه للنبي عليه الصلاة والسلام في معجزة الإسراء والمعراج .
• بيان أهمية الصلاة ومكانتها ، حيث إنها فرضت في السماء .
• الدلالة علي أهمية المسجد الحرام والمسجد الأقصي ، والربط بينهما ، وقيامهما علي التوحيد والإخلاص .
اقرأ أيضاً :
- الفرق بين بنى إسرائيل واليهود واللذين هادوا وأصحاب السبت
- معانى الشهور العربية
- قصة بقرة بنى إسرائيل
- هل يعلم الميت من يزوره أو من يدعو له
- ماذا يحدث للإنسان بعد الموت
- كيف تمحي ذنوبك جميعها كما قال النبي
- فضل وكيفية صلاة الجنازة
- علامات الساعة
- يأجوج ومأجوج
- المسيح الدجال
- لماذا يرى الحمار الشياطين بينما يرى الديوك الملائكة
- معلومات مرعبة عن الجن لم تسمع بها من قبل
- لماذا خلق الله الخنزير وسبب تحريم أكلة
- أصحاب السبت