أخر الاخبار

بقايا مدينة هرقليون - ثونيس الغارقة منذ عام 1992م


مدينة " هرقليون  " وتعرف أيضا بإسمها المصري " ثونيس " ، وأحيانا تسمي " ثونيس-هرقليون " ، كانت مدينة مصرية قديمة قرب الفرع الجنوبي من النيل ، حوالي 32 كم شمال شرق الإسكندرية ، تقع بقايا مدينة هرقليون حالياً في خليج أبي قير علي بعد 2.5 كم من الشاطئ وعلي عمق 10 متر (30 قدم) ، في أبو قير حيث يستكشف علماء الآثار المدينتين الغارقتين هرقليون وكانوبوس منذ عام 1992 ، وبجانب كونها مركزاً دينياً بارزاً ، كانت مدينة هرقليون نقطة تجارية رئيسية علي البحر المتوسط في القرن السادس قبل الميلاد . 


ميناء هرقليون 


المدينة الساحلية هرقليون كانت تسمي من قدماء المصريين "ثونس" أو "تاهوني" وكانت ميناءً هاماً لمصر علي البحر المتوسط ، وكانت توصف بأنها " مدخل بحر اليونانيين " ، كما هو معروف من لوحة في ناوكراتيس وجدت في عام 1899 .  


- عندما بدأ علماء الآثار الغوص في هذا الموقع في التسعينات من القرن الماضي ، إكتشفوا أطلال معبد هرقليون الذي كان مخصصاً لآمون وهرقل - خوسو ، كما عثروا أيضاً علي تماثيل ضخمة للآلهة وللملوك البطالمة وزوجاتهم وآنياتهم وجواهرهم والعديد من السفن الخشبية المحطمة . 

مدينة ومعبد هرقليون

مدينة كانوبوس " هي المكان الذي يعتقد أن الإلهة إيزيس عثرت فيه علي آخر جزء من جسد أوزوريس المقطع بوحشية ، ويؤمن قدماء المصريين طبقاً لأسطورة إيزيس وأوزوريس أن أوزوريس قُتل علي يد أخيه الحقود ( سيث )  الذي نثر الأجزاء المقطعة من جثة أخيه في سائر أنحاء مصر .

  

وحسبما تقول الأساطير المصرية ، نجحت إيزيس في العثور علي القطع المنثورة ووضعتها في مزهرية وتم الإحتفاظ بها في مدينة كانوبوس . 


ويشهد هذا الموقع ، الذي يفخر بمئات من آنية الأمفورا اليونانية والرومانية ، علي الصلات التجارية والوطيدة بين مصر والإمبراطورية الرومانية . 


ولا عجب فقد فتح الإسكندر المقدوني مصر في عام 327 قبل الميلاد ، وحكمها البطالمة حتي عهد كليوباترا ، ثم احتلها الرومان في عام 40 قبل الميلاد بعد هزيمة كليوباترا ، وبقي الرومان في مصر حتي الفتح الإسلامي . 

مدينة هرقليون

مدينة الإسكندرية والعديد من المنظمات غير الحكومية بالتعاون من منظمة اليونسكو تعمل في مشروع بناء متحف تحت الماء لعرض هذه الأشياء إلي العامة ، ويمكن ترتيب رحلات الغوص الأثرية إلي موقع المدن الغارقة بأبي قير من خلال مركز غوص المنتزه بالإسكندرية ( مركز الغوص الوحيد علي الساحل الشمالي المعتمد لدي غرفة الغوص والرياضات المائية ) . 


• موقعها

 

هرقليون ومينوثيس وبعض أجزاء من كانوبوس كانت تقع في منطقة خليج أبي قير في موقع داخل البحر يبعد عن شاطئ أبي قير نحو5 كيلو متر ، وهي الآن تحت سطح الماء علي عمق نحو 10 متر . 


يؤيد هذا مخطوطات من المؤرخين هيرودوت وسترابو ولكن موقعها قد أصابه النسيان بعدما أسس الإسكندر المقدوني مدينة الإسكندرية لتكون الميناء الرئيسي إلي اليونان . 


وبقيت المدينة منسية إلي أن جاء الباحث الفرنسي فرانك جوديو  في عام 2001 ومجموعته من الباحثين الغواصين وعثر علي بقايا المدينة تحت سطح الماء . 


وقد تمكنت البعثة الفرنسية برئاسة جوديو من انتشال العديد من الآثار الفريدة بينهما تمثال من الجرانيت الأحمر الضخم لأحد الفراعنة يبلغ إرتفاعه أكثر من 5 أمتار وبقايا معبد هرقليون  ، وتمثال لأمرأة من المرجح أن يكون للملكة البطلمية الشهيرة كليوباترا ، وذلك بالإضافة إلي العديد من الآثار الأخري .   


كانت مدينة هرقليون موزعة علي عدة جزر وتتداخلها قنوات وأثناء إجراء القياسات الجيولوجية التي تزامنت مع الإستكشاف تحت الماء في عام 2001 فقد عثروا علي تماثيل وبقايا مباني وقطع أثرية بين منطقتي هرقليون وشرق كانوبوس وهذا يتفق مع المخطوطات القديمة ، وتبين بالفعل وجود أماكن كانت مسكونة في هذا المكان في قديم الزمان وأصبحت غارقة تحت الماء .   


• معبد هرقليون

   

بنيت هرقليون علي مدينة " ثونس " المصرية التي كانت ميناءً هاماً لمصر علي البحر الأبيض المتوسط في القديم نحو 600 سنة قبل الميلاد ، وكما تقول قصص الإغريق أن باريس من طروادة أحب هيلينا زوجة الملك وهربا سوياً إلي هرقليون ، علي إثر ذلك اشتعلت الحرب بين سبارطة وطروادة في الحرب المعروفة بحصار طروادة . 


كان معبد خونس ( و هو ابن لآمون ) من أهم معالم ثونس ، يؤمه الناس من شرق المتوسط للعبادة والشفاء ، وكان الإغريق يقرنون به إلاههم هرقل وبعد ذلك أصبح المعبد معبداً لآمون . 

معبد آمون أو هرقليون


• أهميتها 


لم تكن هرقليون مدينة هامة لما فيها من مراكز دينية فقط ، وإنما كانت في نفس الوقت ميناء تجاري هام علي البحر الأبيض المتوسط ، وهذا من القرن السادس قبل الميلاد ، وكانت بنيتها التحتية مقسمة في أكثر من 6 حوض بحري ، حيث عثر أثناء عمليات الغوص علي مراكب وسفن غارقة ترجع إلي القرن السادس والقرن الثاني قبل الميلاد . 


وتوجد مخطوطة من عام 380 قبل الميلاد تقول " تجمع بأمر فرعون نكتانيبو الأول جمارك بقدر 10% ، يقوم بجمعها وزيره في هرقليون علي الذهب والفضة والأخشاب وعلي جميع البضائع القادمة عبر بحر الإغريق وكذلك علي ما يأتي من ناوكراتيس " .    


إقرأ أيضأ :


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -