أخر الاخبار

أشهر صراع ملكي علي الحكم ، حتشبسوت وتحتمس الثالث


 " قصة حتشبسوت وتحتمس الثالث "


شهدت مصر صراعا طويلا في الفترة بين سنة 1504 و 1450 قبل الميلاد، بين إثنين من أعظم ملوك مصر بوجه عام وأحد أشهر ملوك الأسرة الثامنة عشرة بوجه خاص ، وهما الملك تحتمس الثالث والملكة حتشبسوت زوجة وشقيقة أبيه في آن واحد .


حتشبسوت وتحتمس الثالث 

وعلى مدار 54 عاما قبل الميلاد لم يستطع الثنائي الملكي المتصارع ، تخطي الخلافات ، أو توحيد الأهداف ، إذ لم يُنه حالة الصراع المتبادلة بينهما سوى موت الملكة ليفرض تحتمس الثالث سيطرته بأريحية علي عرش مصر  .


يقول المؤرخ والباحث في تاريخ الحضارة المصرية القديمة ، الدكتور سليم حسن في كتابه موسوعة مصر القديمة ، إن تحتمس الثالث في صغره كان يمقت حتشبسوت التي كانت تتجاهل والده مدة حياته.


وبعد وفاة تحتمس الأول ، كان من المفترض أن يرث الحكم أكبر ابن شرعي للملك ، وهي حتشبسوت ، لكن كان لابد أن يتولى الحكم رجلا ، فإضطرت إلى الزواج من الملك تحتمس الثاني ليتوج بذلك ملكا للوجه البحري والقبلي.


لكن الأمر إشتد تعقيدا بعد وفاته تحتمس الثاني هو الآخر دون أن يترك وريثا شرعيًا للحكم ، ولأنه لم ينجب من حتشبسوت سوى بنتين ، كان الملك تحتمس الثاني ميالا لتولية العرش لإبنه غير الشرعي تحتمس الثالث والذي لم يبلغ 11 عاما حين وفاة والده.


تولى تحتمس الثالث العرش بالفعل ، لكن نظرا إلى أنه لم يبلغ الحلم بعد ، كان لا بد أن تكون الوصاية لزوجة أبيه الملكة حتشبسوت ، تطبيقا لقواعد التقاليد والشرع.


ظل الملك تحتمس الثالث معزولا خلال 13 عاما ، حيث أحكمت حتشبسوت سيطرتها على السلطة وجلست على العرش بثبات طوال هذه المدة.


ويقول سليم حسن : "لا نعلم إذا كانت هذه الملكة العظيمة قد ماتت حتف أنفها أو من جراء ثورة قام بها حزب كان يناصر الفرعون الفتى ليقضي على تلك المرأة التي كانت شوكة في جنب والده".


قبض تحتمس الثالث على مقاليد الأمور وأخذ ينكل بأعدائه وهم أولئك الذين كانوا في ركاب حتشبسوت أو عاملين في بلاطها ، بعد إختفائها من مسرح الحياة المصرية.


بعد تولي تحتمس الثالث الحكم ، كان يريد أن يثبت أنه تولى عرش مصر من قبل الإله ووالده ، وأن ما قدمته حتشبسوت لمصر ما كان إلا إغتصابا لحقوقه ، وأخذ يحطم في كل آثارها وتماثيلها بكل أنحاء البلاد.


رغم ما خلفته حتشبسوت من تاريخ عظيم على مدار فترة توليها للحكم ، لا سيما المعبد الجنائزي المعروف بالدير البحري ، إلا أن تحتمس الثالث لم يعترف بحكمها قط ، حتى أنه كان يدون الآثار الخاصة به بداية من تاريخ السنة الأولى التي نُصب فيها ملكًا شرعيا على البلاد .



إقرأ أيضا  : 



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -