رمسيس الثالث والمومياء الصارخة |
بعد أن سيطرت عملية نقل المومياوات الملكية إلي متحف الحضارة بالفسطاط علي المشهد العالمي ونال الموكب الملكى إستحسان الجميع وزاد الحديث عن المومياوات الملكية بشكل عام وكافة المومياوات المصرية الأخرى بشكل خاص ومنها تلك المومياء التي إشتهرت بالمومياء الصارخة والتي وجدت بمقبرة أحد ملوك الموكب الملكى ال ٢٢ مومياء وهو الملك رمسيس الثالث .
رمسيس الثالث :
رمسيس الثالث ثاني ملوك مصر من الأسرة العشرين بعد أبيه ست نخت ، ويعتقد أن حكمه أمتد إلي ٣٢ عاما في الفترة مابين ١١٨٦-١١٥٥ قبل الميلاد وتوفي مقتولا نتيجة مؤامرة تعد من أشهر وأقدم المؤامرات في التاريخ ، ودفن في وادي الملوك الدير البحرى بالأقصر .
مومياء رمسيس الثالث |
وقيل عن رمسيس الثالث أنه يعد أخر ملوك مصر العظام حيث أعاد للدولة المصرية القديمة الهيبة والتنظيم الإداري والإنتعاش الإقتصادي ، كما أعاد للبلاد تحصيل الجزية مرة أخري من بلاد النوبة والسورية كما أعاد رمسيس الثالث إستغلال المناجم والمحاجر مرة أخري
عرف عن رمسيس الثالث بأنه كان قويا عسكريا و وصف بلقب الفرعون المحارب وقد خاض رمسيس الثالث العديد من المعارك ضد الغزاة أبرزها معاركة ضد ما يعرف بشعوب البحر وقد هزمهم.
كما شهد عصر رمسيس الثالث إزدهارا معماريا حيث أنشأ معبد هابو ومعبد خنسو في الأقصر .
ولكن خلال أخر أيام حكم رمسيس الثالث حدثت تدهورات إقتصادية وثورات وإضراب عن العمل ربما يعد هذا هو الإضراب الأول في التاريخ وذلك نتيجة لتأخر صرف مستحقات عمال دير المدينة بالبر الغربى بالأقصر كما جاء في بردية تورين . ولكن أكثر ضربه موجعه هى التى جاءت من قصره وأقرب الناس إليه .
مؤامرة الحريم :
وقد تم الكشف عن تلك المؤامره التي تعرض لها الملك رمسيس الثالث وعرفت أحداثها من خلال البردية القضائيه وبردية رولان وبرديه لى .
وكانت الخطه كالتالي :
وكانت الخطه التي ضمت حوالي ٤٠ شخص من موظفي القصر الملكى و عدد من أعوان وخدم الملك بالإضافة إلي عدد من السحرة لتسهيل تنفيذ الخطة والتي كانت عبارة عن إختيار أحد أيام الأعياد لكثرة الإزدحام لجعل حراس القصر أقل قدره على مواجهة أى إضطراب وفى نفس الوقت قاموا بتوزيع منشورات ضد الملك حتى يقوم الشعب بالثورة ضده ولكن وعلي الرغم من كل هذه التجهيزات والإحتياطات إلا أن المؤامرة قد فشلت وكشف أمرها و صدرت الأوامر بتكوين محاكمة للخونة يترأسها من هم أهل للثقة
وصدرت الأحكام عليهم منها الإعدام والإنتحار والجلد والسجن وكان مصير الأمير (بنتاؤر) السماح له بالإنتحار أما أمه الملكه (تيى) لم تذكر البرديه عقابها .
وفاة الملك رمسيس الثالث :
توفى رمسيس الثالث بعد حكم دام قرابة ال ٣٢ عاما علي عرش مصر ودفن في وادي الملوك بالأقصر ، وكانت المفاجئه فى عام ٢٠١٢ حيث تم فحص مومياء رمسيس الثالث بالأشعة المقطعية وكانت المفاجئه وجود ذبح بالرقبة أي أن الملك قد تم قتله بسكين حاد النصل مما يؤكد الآراء أنه توفى قبل إنتهاء المحاكمة .
المومياء الصارخة :
عثر على المومياء "المومياء الصارخة " في غرفة الدفن الملكية في مقبرة رمسيس الثالث وتم إكتشافها بمنطقة الدير البحري عام ١٨٨٦م ، ضمن مجموعة كبيرة من المومياوات الملكية عن طريق عالم الآثار " جاستون ماسبيرو " كما نرى يبدو على وجه المومياء الرعب والألم!
والمومياء الصارخة هي لشاب ، بكامل بنيته الجسدية ، ولم يكن مصابا بأي إصابات على الإطلاق ، ولكن تم تحنيطة ودفنه مقيد اليدين ، ولم يتبع في إجراءات دفنه مثلما كان يتبع في التاريخ المصري القديم ، فلم يتم إستخراج أحشاءه ولم تفرغ جمجمتة كما كان متبعا .
المومياء لأمير ملكي يدعى "بنتاؤر" وقد إرتكب فعلا يمثل عارا على العائلة الملكية ، فالمومياء تعود لإبن الملك رمسيس الثالث الذي خطط لقتل والده، وأكتشفت المكيدة وذلك قبل 3000 عام .
وسجلت قصة المؤامرة على الملك رمسيس الثالث تفصيلا ببردية مؤامرة الحريم والمعروضة حاليا بالمتحف المصرى "بتورينو" إيطاليا كما أشارنا عاليه.
حيث تحكي البردية عن قتل الملك رمسيس الثالث بتخطيط من زوجته الثانية "تي" و ابنها الأمير "بنتاؤر" وتقول البردية إن المتآمرين إشتملوا على قادة في الجيش المصري وعدد من الجنود والخدم بالقصر ، إضافة إلى نساء من الحريم الملكي .
ولم تكتف "تي " وأعوانها بجمع الأنصار ، بل لجأوا للسحر ليستعينوا به على جلب الضر والبلاء على الملك وأعوانه .
كانت تفاصيل هذه المؤامرة مثار مناقشة كثير من الباحثين ، فقد أعلن الفريق المصري لدراسة المومياوات الملكية رسميا عن كشف أثري مهم حول حقيقة مومياء الملك رمسيس الثالث وظروف وفاته.
إذ تم الكشف والتأكد من أن الملك قتل بسكين حاد تسبب في قطع ذبحي في الرقبة أحدثه القاتل الذي فاجأ ضحيته من الخلف ، وقد قضت المحكمة بإعدام " بنتاؤر " وثلاثة آخرين .
تظهر على ملامح وجهه آلام وخوف حيث يرجح أن صاحب المومياء مات مختنقا .
المومياء الصارخة قاتل رمسيس الثالث |
كما لاحظ عند إكتشاف المومياء الصارخة أنها وضعت داخل تابوت خشبي غير مزين بزخارف أو مرصع بالأحجار ، مثلما كان متبع في تلك الفترة ، كما لا يحمل التابوت إسم المدفون بداخله وتم لف جسده بجلد الماعز في الوقت الذي كانت فيه المومياوات الأخريات ملفوفةً بالكِتَّان الأبيض ومُحنَّطةً بعناية ، مما يشير إلى أنه اُعتبر (نَجِسًا) ، فلم يكن جلد الماعز طاهرا في العقيدة المصرية القديمة، حيث أعتبر الماعز من الحيوانات التي تعادي إله الشمس" رع " .
كما وجدت يديه ورجليه مربوطتين بحبال من الجلد ، كما أنه لم يتم تحنيطه على الإطلاق بل تم الإكتفاء بتجفيفه في ملح النطرون ثم صب الراتنج بداخل فمه المفتوح.
كانت موميائه معروفة باسم " المومياء الصارخة "وذلك بسبب أنه أجبر علي قتل نفسه وتم تحنيط جسده وهو في حالة صراخ.
هذا أيضا ما حدث مع الباقي ، فقد تركوهم ليقتلوا أنفسهم بأيديهم، بينما حكم على آخرين بالسجن، وببتر الأعضاء وحرقوا بالنار ووزع رماد اجسادهم علي طرقات مصر ليُمنَعوا من الخلود .
مقبرة الملك رمسيس الثالث والمومياء الصارخة |
معبد خنسو معبد رمسيس الثالث |
معبد هابو المعبد الذي شيده رمسيس الثالث |
إقرأ أيضا :