أخر الاخبار

قرية يعيش كل سكانها بكلية واحدة


يعيش أبناء تلك القرية الفقيرة بخط يشطر الجسم إلى نصفين، وتحت هذه الندوب كلية منزوعة، فعندما يطرق الفقر الباب يهرب العقل من الشباك وما أن تشتعل شرارة الفقر على أعتاب مدينة إلا وتحرق نارها الأخضر واليابس لتخلف خلفها رماد اليأس والحسرة، الفقر والجهل يحوطان القرية دون أقفال أو أسوار لتنال بمنتهى الجدارة لقب «مستودع بيع الكلى» لأن الأغلبية المطلقة لسكانها يعيشون بكلية واحدة بعد بيعهم للثانية بسبب الفقر في ظل رواج تجارة الأعضاء البشرية في تلك المنطقة. 

وادى الكلى قرية يعيش معظم سكانها بكلية واحدة
قرية الكلى البائسة


قرية الكلى وإسمها قرية هوسكي ، قرية تقع في جنوب النيبال، وتعتبر من بين أفقر القرى في العالم، ويطلق عليها اسم "قرية الكلى" لأن الأغلبية المطلقة لسكانها يعيشون بكلية واحدة بعد بيعهم للثانية بسبب الفقر ويتردد تجار الأعضاء البشرية على هذه القرية لإقناع مزيد من الأشخاص ببيع كليتهم في السوق السوداء مقابل مبالغ مالية زهيدة لا تفوق الألفي دولار أمريكي ، ويستغل تجار الأعضاء البشرية جهل سكان هذه القرية لإيقاعهم في شباكهم ذلك أنهم يخبرونهم بأن الكلية المنزوعة ستنمو بعد سنين قليلة كما أن رؤية الآخرين الذين مروا بنفس التجربة يعيشون بكلية واحدة يسهل على هذه الشبكات إقناع المزيد من الأشخاص على بيع قطع من أجسادهم مقابل أموال ضئيلة.


ولأنه ليس من شيء في العالم كله أخطر من الجهل والفقر إستغلت عصابات الإتجار في البشر الجهل والفقر الذي تغرق فيه قرية هوكسي وأوهموا سكان القرية بأن الكلية المنزوعة ستنمو مرة أخرى بعد عدد من السنوات، كما أن رؤية الآخرين الذين مروا بنفس التجربة يعيشون بكلية واحدة سهل على مثل تلك العصابات إقناع المزيد من الأشخاص على بيع قطع من أجسادهم مقابل أموال ضئيلة حيث يستغل التجار فقر وسذاجة القرويين لشراء كليتهم مقابل 200 ألف روبية نيبالية أي ما يعادل ألفين دولار.


وبحسب منظمة الصحة العالمية ومنظمة النزاهة الدولية فإن ما يقرب من 7 آلاف كلية يتم بيعها سنويا في نيبال وحدها، ويتم إجراء عملية زراعة كلى كل ساعة تقريبا فيما تدر هذه التجارة أكثر من مليار دولار سنويا ما جعل الناس يطلقون على المنطقة اسم "وادى الكلى" .


الفقر وبيع الكلى

إن سكان قرية هوسكي بجنوب نيبال يعيشون في فقر مدقع وليس لديهم مصادر للرزق كما أن الزلزال والفيضان الذي إجتاح القرية خلف ورائه 8800 قتيل و23 ألفا جريح على الأقل علاوة على مئات الآلاف من المشردين وكان ذلك سببا رئيسيا في زيادة فقرهم ومعاناتهم حيث أنه دمر بيوتهم وأتلف زراعتهم مما أصابهم بحالة من اليأس مؤلمة جدا و عندما حل موسم الشتاء لم يجدوا ما يحميهم من صقيع الطقس وعندما لم يجدوا معين لهم جنحوا إلى بيع كليتهم في ظل زيادة ورواج بيع الأعضاء البشرية في تلك الفترة .


ووسط تشجيع المجرمون القائمون على مثل تلك العمليات سواء في نيبال أو خارجها ورواج مثل تلك العمليات غير القانونية وحين سلطت الصحف والقنوات التلفزيونية الضوء على هذه الظاهرة تحركت السلطات الهندية للحد من تلك الجرائم التي تشهدها القرية وقامت بدورها بإلقاء القبض على القائمين على تلك الجرائم وقامت بمعاقبتهم بأحكام رادعة.


الفيضان والفقر

من أسباب إتجاه سكان القرية إلى الإستغناء عن إحدى كليتهم مقابل بعض المال الزهيد أنهم يعيشون في فقر دون دعم أو مساندة من الحكومة بخلاف أن الفيضان أتلف كل ما يملكون فلم يجدوا أي أسباب للزرق ومكافحة ما يعانون من مستوى معيشي صعب.

 

عصابات لبيع الكلى

هذه الجرائم تحدث منذ فترة طويلة في قرية هوسكي و كان ورائها عصابات تقوم ببيع الكلى بعمليات غير شرعية إلا أن هذه الجريمة المنظمة كان يقودها أحد الأطباء في نيبال الذي افتتح مستشفى هناك وبدأ في التجارة في الأعضاء البشرية وبيع الكلى للأغنياء ولكن السلطات ألقت القبض عليه.

 

هذه الشبكة كانت منظمة بشكل كبير حيث نجحت في إجراء العديد من هذه العمليات غير الشرعية لذلك هذه القرى هي كبقية معظم القرى والأحياء الفقيرة في الهند ضحية للمغريات المادية التي تعرض على الطبقات الفقيرة لبيع إحدى كليتيهم والمتاجرة بها والشرطة تقوم بمطاردة كل من له علاقة في هذه العملية غير الشرعية لتضعهم في السجون.


أما عن دور الأوساط الطبية والدور الذي يقع على عاتق منظمة الصحة العالمية لمكافحة التجارة في الأعضاء البشرية فهم يكافحون مثل تلك الجرائم منذ سنوات خاصة في إطار الهجرة غير الشرعية والأطفال أقل من 18 عاما ففي أوروبا كل عام هناك 20 ألف مهاجر غير شرعي يختفون ضمن عمليات الإتجار بالبشر لذلك نحن ضد السوق السوداء لبيع الأعضاء البشرية التى تباع فيها الكلى دون عمل دقيق لتشخيص المريض المتبرع بالكلى بخلاف أن المريض المستقبل للكلى حين يتم زراعتها بجسده يصبح لديه العديد من المشاكل الصحية لأن جسمه قد لا يتقبل الكلى أو أن الكلى نفسها بها مرض غير مكشوف أو لديه نقص دم أو سرطانات.

 

ووفقا للتقديرات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية لعام 2015 فإن هناك أكثر من 10 آلاف عملية بيع وشراء للأعضاء البشرية بالسوق السوداء سنويا، وما بين 5 إلى 10% من جميع عمليات زراعة الكلى على مستوى العالم تتم عبر عمليات الإتجار والتهريب عبر الحدود، وتحقق أرباح سنوية تتراوح بين 600 مليون دولار و 1.2 مليار دولار في حين ترفعها تقديرات أخرى إلى 8 مليارات دولار سنويا.


إقرأ أيضا  :


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -