أخر الاخبار

عمالقة قوم عاد وثمود وكيف أهلكهم الله بعنادهم وكفرهم (قصة عاد وثمود)


عمالقة قوم عاد وثمود ، جبابرة الأرض الذين لم ترى البشرية بعدهم فى مثل ضخامتهم وقوتهم  فقد نحتوا الجبال واتخذوا منها بيوتا لهم ثم أصبحت قبورهم بعد ذلك بعد أن عاقبهم الله على عنادهم وكفرهم ، قصة قوم عاد وثمود وكيف أهلكهم الله بعد كفرهم وعنادهم .

 

عاد هم قوم نبي الله هود عليه السلام ، عرف قوم عاد بقوتهم البدنية وقد مكن الله لهم في الأرض ودلالة ذلك أنهم كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً لهم نتيجة لأحجامهم الضخمة ، ولم يعطى أحد مثل ما أعطي قوم عاد وقد أطغتهم قوتهم فاستكبروا ، وكانوا مترفين فقد رزقهم الله الأنعام والحدائق والأنهار وكانوا يبنون البنيان العظيمة للتباهي ، وإستطاعوا أن يبنوا مصانع لجمع المياه وكانوا أهل قوة وبطش ، وقد عبدوا من دون الله الأوثان وأنكروا وجود حياة بعد الحياة الدنيا حيث قالوا: (إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) .

قصة قوم عاد وثمود


وهي من القبائل العربية وقد صنعوا حضارة مميزة من جوانب عديدة منها العمران والزراعة ، وقد ذكر الله -تعالى- ما رزقهم في الآية: (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ* أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ* وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) ، وفي الصناعة أيضاً: (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ).


موطن قوم عاد في جنوب السعودية في منطقة تسمى الربع الخالي في مكان بينها وبين حضرموت وهناك آثار في تلك المنطقة فيها بيوت منحوتة بالصخر وعمران مذهلة وهناك من قال بأنهم كانوا يسكنون شمال الجزيرة العربية .


نبي قوم عاد كان سيدنا هود -عليه السلام- كما قال الله -تعالى-: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّه)، وقد نسب الله قوم عاد إلى نبيه هود فقال: (أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ)، وقد أختلف في نسبه فمنهم من قال إنه هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح -عليه السلام-  ومنهم من قال هو عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح -عليه السلام- ووردت روايات أخرى في نسبه .


وكان نبي الله هود -عليه السلام- قد أرسل في القبائل المتفرعة من نسل سيدنا نوح -عليه السلام- وسميت بعاد نسبة لأحد أجدادها.


وكان موقف قوم عاد من دعوة نبيهم أنه إستكبر قوم نبي الله هود وكذبوه فقد قال الله -تعالى- عنهم: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ)، وبالرغم من أنه لم يسألهم أجراً على دعوته إياهم وطلب الأجر من الله -تعالى- مع ثقل المهمة فحاله حال جميع الرسل والأنبياء إلا أنهم لم يعقلوا ولم يؤمنوا، ثم بعد أن نفذت حججهم أخبروا نبيهم أنهم يخافون من أن تصيبه آلهتهم بسوء وقد أورد الله -تعالى- حجتهم في هذه الآيات: (قالوا يا هودُ ما جِئتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحنُ بِتارِكي آلِهَتِنا عَن قَولِكَ وَما نَحنُ لَكَ بِمُؤمِنينَ* إِن نَقولُ إِلَّا اعتَراكَ بَعضُ آلِهَتِنا بِسوءٍ)، وظلوا معاندين مستكبرين عن الحق مع إنذاره لهم بعقاب الله ولم يؤمن معه إلا قليل.


جزاء قوم عاد بعد كل هذا الإعراض والتكذيب والكفر بالله فقد جاء عذاب الله -تعالى- الذي وعد به: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ)، فقد أرسل الله تعالى عليهم ريحاً قوية لسبع ليال وثمانية أيام فأهلكتهم عن بكرة أبيهم ، وقبل أن تصيبهم الريح منع الله عنهم المطر ثلاث سنوات حتى إشتد عليهم الأمر ومن شدة ذلك اليوم وصعوبته وصفه الله بأنه يوم نحس مستمر، وهذا العذاب الذي أرسله الله على قوم عاد كان بعد طلب سيدنا هود -عليه السلام- العون والنصرة من الله -تعالى- فجاء رد الله -تعالى-: (قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ)، فهلك الذين كفروا ونجى الله هوداً -عليه السلام- ومن بقي معه من الذين آمنوا وكانوا قليلاً.

هلاك قوم عاد وثمود العمالقة


أما ثمود فهم قوم نبي الله صالح -عليه السلام- الذي أرسله الله -تعالى- لإحدى القبائل العربية، وهو من نسل سيدنا نوح -عليه السلام- وهو صالح بن جابر بن ثمود بن عامر بن إرم بن سام بن نوح -عليه السلام- وكان ذو نسب في قومه ومعروف بخلقه وصدقه وحبه للخير.


ورد أن موقع قوم ثمود كان شمال الجزيرة العربية بالقرب من منطقة تبوك وبقيت آثارهم حتى الآن دالة على مكانهم، وقد كانوا في طريق التجارة من مكة للشام، ولكثرة ورود قوم ثمود في القرآن حظوا بإهتمام المؤرخين وقد كانوا أيضاً يحفرون الصخر ويبنون المقابر والبيوت وهم من أهل البرية الذين من طبعهم ألا يخضعوا لأحد من الملوك.


قد بعث الله لهم النبي صالح عليه السلام ، وفي يوم إجتمع القوم في ساحة واسعة وحضر لهم رسول الله صالح فدعاهم إلى الله كعادته وذكرهم وحذرهم ووعظهم فطلبوا منه طلباً غريباً وقالوا له "إذا أخرجت لنا من هذه الصخرة - وأشاروا إلى صخرة هناك - ناقة عشراء طويلة أى ناقة حاملة فى الشهر العاشر "، فقال لهم النبي صالح عليه السلام : أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم على الوجه الذي طلبتم أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقوني فيما أرسلت به؟ قالوا : نعم فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك.


ثم قام إلى مصلاه فصلى لله عز وجل ما قدر له ثم دعا ربه عز وجل أن يجيبهم إلى ما طلبوا ، فأمر الله عز وجل تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء على الوجه الذي طلبوه ولما شاهدوها إنبهر القوم ورأوا أمراً عظيماً ومشهداً هائلاً فآمن كثير منهم ولكن إستمر أكثرهم على كفرهم وضلالهم وعنادهم .


وكان موقف قوم ثمود من دعوة نبيهم صالح أنه كذب أكثر قوم ثمود نبيهم صالح -عليه السلام- وقد غرتهم حياتهم، فآمن الضعفاء منهم بينما علية القوم والمستكبرون منهم فقد كفروا، وذكر الله -تعالى- موقفهم هذا في القرآن الكريم فقال عنهم: (قالوا يا صالِحُ قَد كُنتَ فينا مَرجُوًّا قَبلَ هـذا أَتَنهانا أَن نَعبُدَ ما يَعبُدُ آباؤُنا وَإِنَّنا لَفي شَكٍّ مِمّا تَدعونا إِلَيهِ مُريبٍ)، وقد حاولوا تشويه دعوة نبي الله صالح -عليه السلام-، وقد عاقبهم الله بتوقف المطر لعلهم يؤمنون، فاتهموا القلة المؤمنة ونبيهم بأنهم سبب هذا الجفاف وقالوا: (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّـهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) ، ثم طلبوا معجزة من سيدنا صالح -عليه السلام-، فدعا الله بأن يرسل لهم آية فأخرج لهم الله -تعالى- ناقة من الصخر، وكانت بديعة وعظيمة الخلق، حامل فى شهرها العاشر وكان لبنها يكفيهم جميعاً، وقد ذكر الله -تعالى- هذه الأحداث في الآيات فقال -سبحانه-: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ* فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ* أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ* سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنَ الْكَذَّابُ الأَشِرُ* إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِر)، وكان على قوم ثمود أن يتقاسموا مياه البئر يوم لهم ويوم للناقة وفي اليوم الذي تشرب منه الناقة يشربون هم من لبنها لكنهم لم يعجبهم هذا وقرروا أن يحتفظوا بماء البئر ويقتلوا الناقة، وقد حذرهم نبي الله صالح -عليه السلام- من فعلتهم تلك لأنها معجزة من الله، لكنهم لم يستجيبوا له وقاموا بقتلها، قال -تعالى-: (فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا* فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا).


جزاء قوم صالح عليه السلام بعد أن قتلوا الناقة معجزة الله -تعالى- التي خرجت من الصخر ومع كل التحذير الذي قام به نبي الله صالح -عليه السلام- لهم  ألا يفعلوا فقد أمهلهم الله -تعالى- ثلاثة أيام قبل نزول العذاب عليهم قال -تعالى-: (تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) ثم جاءهم عذاب الله صيحةً واحدة فأصبحوا كهشيم المحتضر؛ أي كبقايا عيدان الحطب التي تداس من الحيوانات في الحظائر، قال الله -تعالى-: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ* إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ).


ونزل العذاب كذلك على الذين تآمروا على قتل الناقة وهم الذين ذكرهم الله -تعالى- في كتابه الكريم: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) ثم إنهم خافوا خوفاً شديداً بعد وعيد الله -تعالى- فإصفرت وإسودت وجوههم وهم ينتظرون العذاب خلال الأيام الثلاثة حتى أتتهم الصيحة فأرسل الله عليهم من السماء أحجار مشتعلة كنيازك تغطى الأرض وتفجرها فزلزلت الأرض من تحتهم ورجفت وهلكوا وأصبحت منازلهم العظيمة التى بنوها وظنوا أنها قادرة على أن تحميهم من غضب الله قبوراً لهم .


حزن النبي والمؤمنون وقال إن الله قد أقر عذابهم بعد ثلاثة أيام وبعد ثلاثة أيام أشرقت الشمس جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم ورجفة من أسفل منهم ففاضت الأرواح وزهقت النفوس وسكنت الحركات وخشعت الأصوات وحقت الحقائق فأصبحوا في دارهم جاثمين جثثًا لا أرواح فيها ولا حراك بها.

مدائن صالح،منازل قوم ثمود 


وإلى يومنا هذا تجد بقايا منازلهم شاهداًعليهم .


إقرأ أيضا  :


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -